في البداية أود أن أتقدم لكم بجزيل الشكر لاتاحة الفرصة لي للحديث حول أزمة المعابر والحواجز في الضفة الغربية وغزة المحاصرة على وجه الخصوص لكارثية الوضع الإنساني الذي أفرزته الإجراءات الإسرائيلية اللاانسانية والتي استهدفت من خلالها شن جملة مقدمات لتسهيل عدوانها الأخير على غزة عبر حصارها واستحكام حلقات هذا الحصار من أجل شن هذه الحرب وتحقيق أهدافها في ابادة جيل كامل.
لقد حولت اسرائيل الضفة الغربية وغزة الى معتقلات ضخمة تمارس فيها كافة أشكال الحصار وتتفنن فيها بالقاء أحكام الموت البطيء والسريع كما تشاء فهي تتحكم بكافة المعابر وتقيم الحواجز العسكرية بدعوى تحقيق نظرية الأمن الإسرائيلية، فمن تبديد وقت الفلسطينين على الحواجز لساعات والتضييق عليهم في التنقلات اليومية دون مراعاة لظروف الحالات الإنسانية وبالذات الطارئة منها، إلى سياسة فرض الطوق الأمني والإغلاق المتكرر للمناطق وعزلها عن بعضها البعض لحجج أمنبة واهية وبدون حجج احيانا.
فكم من مريض لم يسعفه الوقت بالبعد الإسرائيلي فقد حياته على هذه الحواجز، وكم من امرأة وضعت طفلها على تلك الحواجز في مشهد يومي خلال الانتفاضة، حيث أقرأ هذا المشهد ببعده الآخر وهو الإصرار على مولد الحياة من رحم المعاناة الفلسطينية اليومية، وتظاهرة بأسلوب عفوي واستثنائي لإعلان خيار البقاء الذي ينطق به لسان حال الفلسطينين رغم كل هذا الصلف والتعنت الإسرائيلي.
هذه الممارسات الممنهجة وضعتها فرق الباحثين الإسرائيلين ونفذت من قبل العصابات الصهيونية التي تسمى جزافا "بجيش الدفاع الإسرائيلي" في سياق مزاعم وآمال بجدواها في نشر حالة من نبذ المقاومة واضعاف الشعب الفلسطيني، وإيصاله إلى مرحلة من الإستسلام لللإملاءات الإسرائيلية، في ظل ظروف يطغى عليها اقتصاد ضعيف ومتداع وانعدام للأمن والحريات بكافة أشكالها دونما مراعاة لقواعد وقوانين الحريات وحقوق الأشخاص بالتنقل وغيرها من النصوص المعروفة.
إلا أنها وعبر كل هذه السنوات بدا أنها لم تجح في إلغاء الرغبة الفلسطينية في الحياة، وهذا ما بدعمه المشهد اليومي والمتكرر الذي يثير الإعجاب والدهشة في نفس الوقت خاصة ذلك المتعلق بطلاب الجامعات الذين يصرون على مقاومة هذا التضييق وعبورهم الحواجز العسكرية بشكل يومي قادمين من مدنهم وقراهم نحو الجامعات ، فموقفهم يأت اعلانا يوميا وتصريحا منهم بأن ذلك لا يثنيهم عن القيام بواجبههم في الارتقاء بهذا الشعب والحصول على المعارف التي تخفف من معاناته وتضعه بقوة على خريطة العالم العلمية بإنجاز علمي في هذاالمجال أو ذاك كونه احدى أوجه المقاومة لممارسات الكيان الصهيوني.
الا ان المسألة في قطاع غزة تأخذ أبعادا أخرى وأكثر مأساوية، وبخاصة بعد سيطرة حماس على القطاع في سياق رفضها لمخطط دايتون ضد قوى المقاومة الإسلامية وتلك المعارضة للسلطة الوطنية الفلسطينية، مما دفع حماس للقيام بانقلابها العسكري، ضد مؤسسات السلطة الشرعية في مسعى للالتفاف على المخطط الدايتوني ووضع حد له؛ كإجراء وقائي لعدم تنفيذه في غزة على الأقل رغم انه اتخذ مجراه في الضفة وما زلنا نشهد إفرازاته ونتائجه بوما بيوم، وهذا ما أثبتته حالة الصمت التي عكفت الأجهزة الأمنية الفلسطينية على الإبقاء عليها في أثناء الحرب على غزة ومنع مظاهر الإحتجاج أو رفع أعلام المقاومة في التظاهرات التي خرجت في البداية منددة بالمجازر الإسرائيلية على غزة.
وفي رد إسرائيل على هذه الخطوة التي اتخذتها حماس قامت بحصار غزة كمقدمة لهذه الحرب التي دارت رحاها خلال 23يوم تأبى أن تقبع في ذاكرة نسيان أي فلسطيني عايشها إلا أنها في الجانب الآخر سلطت الأضواء على قطاع غزة حيث أن هناك جملة عوامل فاقمت أزمة المعابر في القطاع يذكر منها:
أولا:لقد ساهم الانقسام الفلسطيني الداخلي حول آلية السيطرة على هذه المعابر في تفاقم هذه الأزمة؛ وتذرع اسرائيل بسيطرة حماس على غزة، حيث كرر محمود عباس الرئيس الفلسطيني المنتهية صلاحياته عن استعداده للسيطرة على المعابر في قطاع غزة، في الوقت الذي ترفض حماس فيه أي سيطرة اسرائيلية أو وجود دولي على معبر رفح.
ثانيا:المخاوف الفلسطينية المصرية من الحاق قطاع غزة بمصر مما يعمق حالة الفصل بين أوصال فلسطين المحتلة وهذه احدى السيناريوهات التي أعدت من قبل الجانب الاسرائيلي للتعامل مع التهديد الأمني في قطاع غزة الذي انسحبت منه في عام 2005م .حيث يطالب المسؤولون الإسرائيليون عزل قطاع غزة وراء ستار حديدي.
ثالثا:أزمة المعابر تأخذ بعد اقليمي ودولي ولا يقتصر الأمر على التنافس الحاصل بين الأطراف الفلسطينية مما يزيدها تفاقما ويعمق الأزمة الانسانية بخاصة في قطاع غزة حيث توالى سقوط شهداء الحصار على مر شهور الحصار المتواصل حيث لا يسمح بدخول أي مقوم من مقومات الحياة الى القطاع ويتم حرمان الأشخاص من حقهم الطبيعي في المغادرة للحصول على علاج.
لقد حولت اسرائيل الضفة الغربية وغزة الى معتقلات ضخمة تمارس فيها كافة أشكال الحصار وتتفنن فيها بالقاء أحكام الموت البطيء والسريع كما تشاء فهي تتحكم بكافة المعابر وتقيم الحواجز العسكرية بدعوى تحقيق نظرية الأمن الإسرائيلية، فمن تبديد وقت الفلسطينين على الحواجز لساعات والتضييق عليهم في التنقلات اليومية دون مراعاة لظروف الحالات الإنسانية وبالذات الطارئة منها، إلى سياسة فرض الطوق الأمني والإغلاق المتكرر للمناطق وعزلها عن بعضها البعض لحجج أمنبة واهية وبدون حجج احيانا.
فكم من مريض لم يسعفه الوقت بالبعد الإسرائيلي فقد حياته على هذه الحواجز، وكم من امرأة وضعت طفلها على تلك الحواجز في مشهد يومي خلال الانتفاضة، حيث أقرأ هذا المشهد ببعده الآخر وهو الإصرار على مولد الحياة من رحم المعاناة الفلسطينية اليومية، وتظاهرة بأسلوب عفوي واستثنائي لإعلان خيار البقاء الذي ينطق به لسان حال الفلسطينين رغم كل هذا الصلف والتعنت الإسرائيلي.
هذه الممارسات الممنهجة وضعتها فرق الباحثين الإسرائيلين ونفذت من قبل العصابات الصهيونية التي تسمى جزافا "بجيش الدفاع الإسرائيلي" في سياق مزاعم وآمال بجدواها في نشر حالة من نبذ المقاومة واضعاف الشعب الفلسطيني، وإيصاله إلى مرحلة من الإستسلام لللإملاءات الإسرائيلية، في ظل ظروف يطغى عليها اقتصاد ضعيف ومتداع وانعدام للأمن والحريات بكافة أشكالها دونما مراعاة لقواعد وقوانين الحريات وحقوق الأشخاص بالتنقل وغيرها من النصوص المعروفة.
إلا أنها وعبر كل هذه السنوات بدا أنها لم تجح في إلغاء الرغبة الفلسطينية في الحياة، وهذا ما بدعمه المشهد اليومي والمتكرر الذي يثير الإعجاب والدهشة في نفس الوقت خاصة ذلك المتعلق بطلاب الجامعات الذين يصرون على مقاومة هذا التضييق وعبورهم الحواجز العسكرية بشكل يومي قادمين من مدنهم وقراهم نحو الجامعات ، فموقفهم يأت اعلانا يوميا وتصريحا منهم بأن ذلك لا يثنيهم عن القيام بواجبههم في الارتقاء بهذا الشعب والحصول على المعارف التي تخفف من معاناته وتضعه بقوة على خريطة العالم العلمية بإنجاز علمي في هذاالمجال أو ذاك كونه احدى أوجه المقاومة لممارسات الكيان الصهيوني.
الا ان المسألة في قطاع غزة تأخذ أبعادا أخرى وأكثر مأساوية، وبخاصة بعد سيطرة حماس على القطاع في سياق رفضها لمخطط دايتون ضد قوى المقاومة الإسلامية وتلك المعارضة للسلطة الوطنية الفلسطينية، مما دفع حماس للقيام بانقلابها العسكري، ضد مؤسسات السلطة الشرعية في مسعى للالتفاف على المخطط الدايتوني ووضع حد له؛ كإجراء وقائي لعدم تنفيذه في غزة على الأقل رغم انه اتخذ مجراه في الضفة وما زلنا نشهد إفرازاته ونتائجه بوما بيوم، وهذا ما أثبتته حالة الصمت التي عكفت الأجهزة الأمنية الفلسطينية على الإبقاء عليها في أثناء الحرب على غزة ومنع مظاهر الإحتجاج أو رفع أعلام المقاومة في التظاهرات التي خرجت في البداية منددة بالمجازر الإسرائيلية على غزة.
وفي رد إسرائيل على هذه الخطوة التي اتخذتها حماس قامت بحصار غزة كمقدمة لهذه الحرب التي دارت رحاها خلال 23يوم تأبى أن تقبع في ذاكرة نسيان أي فلسطيني عايشها إلا أنها في الجانب الآخر سلطت الأضواء على قطاع غزة حيث أن هناك جملة عوامل فاقمت أزمة المعابر في القطاع يذكر منها:
أولا:لقد ساهم الانقسام الفلسطيني الداخلي حول آلية السيطرة على هذه المعابر في تفاقم هذه الأزمة؛ وتذرع اسرائيل بسيطرة حماس على غزة، حيث كرر محمود عباس الرئيس الفلسطيني المنتهية صلاحياته عن استعداده للسيطرة على المعابر في قطاع غزة، في الوقت الذي ترفض حماس فيه أي سيطرة اسرائيلية أو وجود دولي على معبر رفح.
ثانيا:المخاوف الفلسطينية المصرية من الحاق قطاع غزة بمصر مما يعمق حالة الفصل بين أوصال فلسطين المحتلة وهذه احدى السيناريوهات التي أعدت من قبل الجانب الاسرائيلي للتعامل مع التهديد الأمني في قطاع غزة الذي انسحبت منه في عام 2005م .حيث يطالب المسؤولون الإسرائيليون عزل قطاع غزة وراء ستار حديدي.
ثالثا:أزمة المعابر تأخذ بعد اقليمي ودولي ولا يقتصر الأمر على التنافس الحاصل بين الأطراف الفلسطينية مما يزيدها تفاقما ويعمق الأزمة الانسانية بخاصة في قطاع غزة حيث توالى سقوط شهداء الحصار على مر شهور الحصار المتواصل حيث لا يسمح بدخول أي مقوم من مقومات الحياة الى القطاع ويتم حرمان الأشخاص من حقهم الطبيعي في المغادرة للحصول على علاج.
وما رأيناه في الحرب الأخيرة عكس مدى كارثية الوضع الذي عاناه الفلسطينيون في غزة والذي أوصلته اسرائيل خلال الحرب إلى درجة لا يمكن توصيفها لقسوة تفاصيلها فهي سابقة في التاريخ الإنساني لم يشهد لها مثيل على الإطلاق .
ممت دفع بأزمة المعابر لتطفو على السطح بقوة خاصة بعد تحول القطاع الى منطقة منكوبة بفعل آلة الحرب الإسرائيلية كون هذه الحرب تعاملت مع بقعة في العالم ذات أكبر كثافة سكانية رغم صغر مساحتها ودونما أن يكون لها أي منفذ على العالم سوى هذه المعابر.
جبث أنه رغم التغطية التي حظيت بها أزمة المعابر عبر شهور الحصار على غزة إعلاميا الا أنها لم ترتق الى المستوى المطلوب من التعاطي معها بايجابية على المستويات الداخلية والإقليمية والدولية، وكانت سببا مباشرا في الخرق المتكرر لاتفاقات التهدئة الهشة ما بين حركات المقاومة في غزة واسرائيل والتي جاءت تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية وليس تسويتها حسب ما اعلنته الأطراف الراعية والوسيطة أيضا وهذا ما اتضح من خلال تصريحاتها ومواقفها في خلال الحرب على غزة.
فمن الطبيعي أن يكون أي وقف لاطلاق النار مشروط بفتح هذه المعابرالتي طالما كانت في مرمى النيران الإسرائيلية وشهدت العديد من المواجهات ما بين فصائل المقاومة وإسرائيل وأحيانا حرس الحدود المصرية في معبر رفح كما شهدنا في هذه الحرب، وفي حادثة اقتحام المعبر سابقا لذلك لزاما أن تأخذ بعين الإعتبار، وتكون ضمن أساسيات أي حل مرتقب أو أي ترتيبات جديدة ما بين الأطراف ذات العلاقة.
ممت دفع بأزمة المعابر لتطفو على السطح بقوة خاصة بعد تحول القطاع الى منطقة منكوبة بفعل آلة الحرب الإسرائيلية كون هذه الحرب تعاملت مع بقعة في العالم ذات أكبر كثافة سكانية رغم صغر مساحتها ودونما أن يكون لها أي منفذ على العالم سوى هذه المعابر.
جبث أنه رغم التغطية التي حظيت بها أزمة المعابر عبر شهور الحصار على غزة إعلاميا الا أنها لم ترتق الى المستوى المطلوب من التعاطي معها بايجابية على المستويات الداخلية والإقليمية والدولية، وكانت سببا مباشرا في الخرق المتكرر لاتفاقات التهدئة الهشة ما بين حركات المقاومة في غزة واسرائيل والتي جاءت تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية وليس تسويتها حسب ما اعلنته الأطراف الراعية والوسيطة أيضا وهذا ما اتضح من خلال تصريحاتها ومواقفها في خلال الحرب على غزة.
فمن الطبيعي أن يكون أي وقف لاطلاق النار مشروط بفتح هذه المعابرالتي طالما كانت في مرمى النيران الإسرائيلية وشهدت العديد من المواجهات ما بين فصائل المقاومة وإسرائيل وأحيانا حرس الحدود المصرية في معبر رفح كما شهدنا في هذه الحرب، وفي حادثة اقتحام المعبر سابقا لذلك لزاما أن تأخذ بعين الإعتبار، وتكون ضمن أساسيات أي حل مرتقب أو أي ترتيبات جديدة ما بين الأطراف ذات العلاقة.