الأربعاء، 21 يوليو 2010

الدروس المستفاده من الثورات السلميه

بقلم /سامي دياب
أياً كانت محصلة الثورات التي تحدث فهي غير كافية، إن لم يكن هناك تغيير إيجابي حقيقي، إذ ان الثورات تتطلب تغييراً جذرياً في بنية المجتمعات وتوجهاتها والتخوفات لدينا في مصر أن لايكون التغيير المأمول جذري وشامل ويشمل القشره الفوقيه للسلطه وتستمر البطانه التي تتملق كل الازمنه والامكنه تمثل نوعا من السلطه الغير مباشره اوظهور قوي غير قادره علي التعيش مع الواقع والتطورات الدوليه فالتجربه الايرانيه شاهد عيان علي تمدد قوي تعيق عملية التحرر الكامل للشعوب بالرغم من أن الثوره الايرانيه أحدثة تطور نوعي في حياة المواطن الايراني إلا انها خلقت عدم إستقرار في محيط دولة ايران وحولتها إلي خطر يهدد شعوب المنطقه (الوطن العربي ) وأدي ذلك الي نشوب الحرب العراقيه الايرانيه التي قتل فيها أكثر من مليون ونصف أنسان من الجانبيين وتلك التجارب تجعلنا حريصين علي ان التغيير كامل ويسارك به كل ابناء الشعب وذوقدره علي صناعة حريه شامله للمجتمع بكل الوان طيفه وقد حدثت عدة تجارب فريده في عدت دول في السنوات الاخيره نود أن نسترشد بها عن التجارب المثلي بالرغم من ان مع قيام هذه الثورات ما زال الطريق طويلا وشاقاً أمام فكر النخبه السياسيه لتستطيع أن تكرس ثقافة اللاعنف والسلم عند القيام بثورة ما وتكون الضابط المانع لكبح جماح القوي التخريبيه أثناء الثوره، وخصوصا في وقت تعمل آلة القتل على إسقاط المنظومة الفكرية الإنسانية التي تخلق الثقافة والفكر.الثورة المخملية مفهوم جديد ظهر في العقود الأخيرة وبرز في الايام الاخيرة مع اتهام الحكومة الايرانية للدول الغربية في التخطيط لثورة مخملية في ايران تهدف الى اسقاط نظام الجمهورية الاسلامية عبر تحرك شعبي في الشوارع.. ويرى البعض أن الثورة المخملية بدأت مع بداية عهد جديد في مرحلة ما بعد الاشتراكية السوفيتية وتدشين مرحلة النظام العالمي الجديد والعولمة، حيث أحدثت سلسلة من الثورات المخملية نشرا للديمقراطية حول العالم على مدى أكثر من ثلاثين عاماً.مصطلح الثورة المخمليةبرز أسم الثورة المخملية في مطلع التسعينيات، عندما استطاع المجتمع المدني في أوروبا الشرقية والوسطى من تنظيم إعتصامات سلمية للإطاحة بالأنظمة الشمولية. وسميت الثورة المخملية أو الثورة الناعمة؛ وذلك لعدم تلوثها بالدم واستخدام العنف. مما دعمت هذه التحركات مفهوم المجتمع المدني ووضحت أهميته في رسم السياسات الخارجية والداخلية لهذه الشعوب، دون حصرها في إطار حكومي، حتى أصبح دور المجتمع المدني كبيرا في مقاومة الأستبداد والطغيان من خلال الفعاليات السلمية. ونجد أن الثورات المخملية حدثت في كثير من البلدان، ففي جورجيا وصربيا وأوكرانيا وروسيا ولبنان حيث سعت كل واحدة منهم لإيجاد نظام تعددي ديمقراطي. بيد أن هذه الثورات كلفت أصحابها كثيراً. حيث إعداد السكان سياسيا واقتصاديا وتهيئة النفوس للإطاحة بالحكم.ففي تشيكوسلوفاكيا دلت الثورة المخملية على قوة إرادة الشعب التشيكي الذي بقي تحت سيطرة حكم شيوعي قاهر لأكثر من 40 عاما, حتى تخلص فيما بعد منه.فقد كانت قبضة الحكم الشيوعي محكمة حتى عام 1989. عندما أصبحت الحركة الشعبية المعارضة قوية، وخلال الفترة بين 1977 حتى عام 1992, سُمِّيت هذه الحركة بِ: عَقْد ال77 نسبةً لوثيقة أصدرها نفس الحزب عام 77 والتي تم توزيعها ذلك العام في تشيكوسلوفاكيا. في نهاية عام1980, ومع تراجع شعبية الشيوعية الشرقية, وجد أعضاء حركة 77 فرصة مهمة نظموا قوى المعارضة ضد النظام الشيوعي الحاكم. حيث شاركت قوى فاعلة لتغيير الحكم من الشيوعية الى الديمقراطية حتى قامت الثورة المخملية بين 16 نوفمبر إلى 29 ديسمبر 89: بعد تنظيم المظاهرات الطلابية التي قوبلت بالرد العنيف من قوى الأمن، وغيرها من الفعاليات.أما في عام 1993 تم تقسيم الدولة إلى تشيك وسلوفاكيا. ويسمى التشيك الثورة بالمخملية بينما السلوفاك يسمونها بالناعمة. وأحيانا يُطلق على التقسيم بالطلاق المخمليأما في أوكرانيا نجد أن الأوكرانيين قاموا وحدهم بالثورة, بمساعدة بسيطة من اصدقائهم الغربيين فقد كانت الثورة البرتقالية والتي سمين بالثورة المخملية أيضا سلمية خالية من أعمال العنف. فقد دخل انتصار الثورة التي أطلق عليها البرتقالية في اوكرانيا والتي أطلق الليبراليون الروس على ثورة الشعب الأوكراني اسماً آخر اكثر واقعية هو الثورة المخملية لأنها كانت مثالا يعطي الجماهير الأوكرانية شرعية عن الطريق السلمي للوصول إلى أهدافها. ففي روسيا شكلت الثورة المخملية اساسا للعمل الجماهيري السلمي الذي أقلق الروس وأقلق الكثير من الأنظمة. حيث دعم الكرملين مجموعات شبابية لمنع قيام ثورة مخملية.أما في إيران فقد عبر مرشد الثورة السيد الخامنئي، عن قلق النظام في إيران من مصير يشبه ما احدثته الثورات 'المخملية' في اوروبا الشرقية وحمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.فيما أكد النائب الأول للرئيس الإيراني أحمدي نجاد الدكتور براويز داودي أن مؤامرة الاستكبار وقوى الغطرسة العالمية للتحضير بما أسماه الثورة المخملية في إيران خطأ تأريخي عظيم قد اصطدمت بمشاركة ودور الشعب الإيراني في الثورة الإسلامية مما أدى إلى فشلها.وقال مهدي شمران، رئيس مجلس بلدية طهران والمحافظ النافذ لصحيفة همشري ان المشاركة الفريدة من نوعها في ملحمة (انتخابات) 12 حزيران/يونيو اظهرت ان شعار التغيير الذي رفعه (الرئيس الاميركي باراك) اوباما لا مكان له بين شعبنا. واضاف ان هوية ايران لا تسمح باستنساخ اعمى الثورات المخملية والملونة لا تجدي نفعا لدى شعبنا.واتهم وزير الخارجية الايرانية بريطانيا بلعب دور المخرب في الاحداث التي تشهدها ايران، وقال: ان الغربيين يحاولون فرض شروطهم ومواصفاتهم في الديمقراطية على البلدان الاخرى، ممشيرا الى ان الثورات الملونة او المخملية يجب تحليلها من قبل الخبراء لمعرفة من يقف وراءها، مضيفا ان هناك دولا في العالم اذا لم تصل الى اهدافها تتخذ اسلوب التصفية.وقال الكاتب والصحافي روبرت فيسك في مقال له في صحيفة الاندبندنت البريطانية محللا خوف السلطات الايرانية من ثورة مخملية في ايران: خلال خطبته لصلاة الجمعة في جامعة طهران، اتى خامنئي على ذكر مخاطر ثورة مخملية ومن الواضح ان القلق كان يساوره عند التفكير في الاطاحة بشكل ديموقراطي بحكومات شرق اوروبية وغرب آسيوية منذ انهيار الاتحاد السوفييتي. ويضيف فيسك ان الثورات المخملية او الملونة هي وسائل لتداول السلطة من خلال اضطراب اجتماعي، وحدثت ثورات ملونة ومخملية في مجتمعات ما بعد الشيوعية في وسط وشرق اوروبا ووسط آسيا. ويرى فيسك ان المبادرة الى ثورات ملونة كانت تتم عادة عن طريق الانتخابات ووسائلها هي كالتالي: يأس كامل يصيب نفسية الناس عندما يكونون متأكدين من خسارتهم في الانتخابات. اختيار لون خاص يجري اختياره فقط ليتفاعل معه الاعلام الغربي... واستخدم موسوي الأخضر كلون لحملته الانتخابية وما يزال انصاره يرتدون هذا اللون على اربطة الرسغ ومناديل الرأس. الاعلان عن انه كان هناك غش مسبق قبل الانتخابات وتكرار ذلك بلا توقف بعدالانتخابات والتساهل في نشر المبالغات عن ذلك من جانب الاعلام الغربي، خاصة في الولايات المتحدة. كتابة رسائل الى المسؤولين في الحكومات، والادعاء بحدوث تزوير في الانتخابات. ومن المثير للاهتمام انه في جميع هذه المشاريع الملونة - على سبيل المثال في جورجيا واوكرانيا وقيرغيزستان - فان الحركات المدعومة من الغرب كانت تحذر من الاحتيال قبل الانتخابات عن طريق الكتابة الى الحكومات القائمة. وفي ايران الاسلامية، كتبت مثل هذه الرسائل فعلا الى المرشد الاعلى.، كما ينقل فيسك ذلك في الاندبندنت. من يدعم الثورات الملونة؟ ويتهم البعض جورج سوروس (1930) بدعم الثورات الملونة وهو رجل أعمال أمريكي من أصل يهودي، ورجل البورصة الأمريكي الذي يعتلي المرتبة 99 في قائمة أغنى رجل في العالم وتزيد ثروته عن تسعة مليار دولار. وظهر اسم سوروس أيضا في دعم ما أطلق عليه «الثورة البرتقالية» في أوكرانيا، التي نجحت في تنصيب «فيكتور يوشنكو»، الحائز علي لقب «إصلاحي» وفق التعريف الأمريكي، وكان ضمن أعضاء المجلس الاستشاري لمنظمة «المركز الدولي للدراسات السياسية» الممولة من قبل الحكومة الأمريكية عبر «مبادرة التعاون بين بولندا وأمريكا وأوكرانيا» وهي مؤسسة تدعمها الوكالة الأمريكية للتنمية، وتشرف عليها مؤسسة «فريدوم هاوس»، التي تقدم المنح للنشطاء.واتهم الرئيس الجورجي المخلوع ادوارد شيفارنادزه رجل الاعمال الامريكي ورئيس مؤسسة (المجتمع المفتوح) جورج سوروس بتقديم دعم مالي للجهات المناوئة له التي أجبرته على التنحي من منصبه. وقال شيفرنادزه في لقاء مع التلفزيون الروسي ان مخطط اقالته اعد له وعمل على تنفيذه بعناية فائقه سوروس نفسه. وأضاف أن سوروس أعد خطة شاملة لاجراء انتخابات مبكرة و دعم فوز أشخاص جدد سواء في منصب الرئاسة أو البرلمان و انه لم يبخل بالمال اللازم لتنفيذ مشروعه الذي وصفه بانه شبيه بالسيناريو اليوغوسلافي. وكانت قوى المعارضة الجورجية قد أجبرت شيفاردنادزه تحت ضغط جماهيري وصفته بثورة الورود او الثورة المخملية على التخلي عن منصبه وتقديم استقالته. ومن خلال ماذكر نفهم أن الثورة المخملية كمصطلح مختلف عليه بين ان يكون حركة شعبية مدعومة من الخارج او حركة شعبية داخلية تهدف الى احداث تغيير جذري سلمي يحقق مطالب الشعب

الثلاثاء، 13 يوليو 2010

الدروس والعبر من سقوط طاغيه

بقلم _ سامي دياب
حينما تكشر الشعوب عن انيابها لايمكن ان تقف اي قوه في طريق مسيرتها والدروس والعبر كثيره وسوف اكتب سلسله من المقالات عن تلك التجارب التي حدثت في بلاد تتشابه إقتصاديتها وطبيعتها مع مصر ومن تلك التجارب تجربة الثوه الرومانيه في 21 ديسمبر 1989 بدأت هذه الثورة ضد النظام الحاكم في رومانيا من مدينة تيميشوارا التي تبعد مسافة 350 كيلومترا شمال غربي العاصمة بوخارست وقد اندلعت المظاهرات بعد صدور أمر ترحيل في 15 ديسمبر بحق لازلو توكيس وهو قس اصلاحي من أصل مجري. وقامت عناصر الشرطه السريه باخماد المظاهرات التي قام بها أنصاره بعنف. وقتل في هذه المظاهرات قرابة 150 شخص من المواطنين فيما جرح المئات وأعتقل أكثر من 200متظاهر حيث وقفت تيميشوارا وحدها تتحدى شرطة تشاوشيسكو طيلة خمسة ايام قبل أن تندلع شرارة الثورة في بوخارست وبقية أنحاء البلاد وقد تسبب الغضب من قتل الابرياء التي قامت به الشرطه السريه في رومانيا وهي جهاز يشبه مباحث أمن الدوله في مصر إلي إشعال فتيل الثوره وكان الرئيس الروماني السابق نيكولاي تشاوشيسكو يلقى خطابا أمام جمع حاشد في 21 ديسمبر1989 بالعاصمة الرومانية بوخارست عندما حدثت مقاطعة لخطابه في اشارة الى بدء معارك شرسة في الشوارع. وبلغ عدد الموتى 10 الاف شخص معظمهم من المدنيين. واندلعت معارك شرسة خارج بوخارست وفي مدن أخرى بينما كانت قوات الامن التي تحمي تشاوشيسكو تحارب مع الجيش لاحكام السيطرة على البلاد وقد تمكادت الشرطه السريه في إطلاق النار علي المحتجين بلارحمه وزاد إصرار الرومانيين علي الخلاص من الطاغيه وشارك الجيش في قتل المواطنيين المحتجين و. كانت طائرة هليكوبتر تحلق فوق المواطنيين وهي تطلق الرصاص علي طالبي الحريه والعداله واستخدمت قوات الطاغيه الاسلحه المحرمه في ميدان المعارك وهي إشاره أن الطغاه يقاتلون شعوبهم باسلحه أبشع من التي تستخدم في ميادين المعارك ودب التمرد والبلبله في صفوف الجيش بعد حمامات الدماء التي غطت شوارع رومانيا فقد انتشرت الثوره في كل مكان ورفض بعض الضباط في الجيش اطاعة الاوامر. وإعتبروا أن مقاومة الثوره هي أصدار أمر باعدام الناس بلارحمه وأنتشر التمرد في معظم الوحدات العسكريه التي رأت جثث القتلي في الشوارع ويوجد بينها ضحايا من أسر العسكريين نفسهم وقد إستنكر العالم مايدور من قتل بلارحمه للثوار في رومانيا ومن أهم الاسباب التي ساعدت في نجاح الثوره المناخ الدولي المحيط فمع سقوط جدار برلين واقتراب الحرب الباردة من نهايتها بدا واضحا ان الديكتاتور الروماني نيكولاي تشاوشيسكو أصبح يعيش خارج الزمن، وان سقوط اخر صروح الشيوعية في أوروبا الشرقية لم يعد ببعيد. لقد كان تشاوشيسكو مصابا بجنون العظمة بكل معنى الكلمة، وكان يصف نفسه بـ دانوب الفكر نسبة الى نهر الدانوب الشهير الذي يمر في رومانيا ويشكل أهم معالمها وشريان حياتها وبالرغم من ان شعبه كان الأفقر في أوروبا الشرقية إلا أنه كان يرى انه نبي رومانيا الفاضلة وان الرومانيين من اسعد شعوب العالم! وكان يفتخر بامتلاك 5 قصور أحدها يضم ألف حجرة وهو ما لا يملكه احد الحكام في العالم الحر وحتى اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا العظمى! هذا الى جانب قصوره الطائرات الرئاسية والمتنقلة القطارات الخاصة به لكن رغم أهمية كل ذلك لا يُذكر تشاوشيسكو اليوم إلا لكونه أحد القادة الذين أعدمهم شعبهم مع زوجته ايلينا على الملأ في أعقاب أسبوع من التمرد والعصيان الشعبيين في نهاية ديسمبر 1989 وهو ما يصطلح على تسميته بـ الثورة الرومانية 1989 التي أطاحت بنظام تشاوشيسكو. ورغم تأثره بـ ستالين لم تكن رومانيا في نهاية الحرب الباردة موالية لنظام موسكو بل كان تشاوشيسكو يميل الى نهج الزعيم اليوغوسلافي تيتو في عدم الانحياز في السياسة الخارجية ويعشق نموذج كيم إيل سونغ والد الزعيم الحالي كيم يونغ إيل في كوريا الشمالية ويطمح لتقديس أبناء شعبه له! لم يكترث تشاوشيسكو بالتغيرات المحيطة ببلاده وتبني زعيم الاتحاد السوفييتي ميخائيل جورباتشيف الى الـبيروسترويكا (إعادة البناء الاقتصادي) والـجلاسنوست (الانفتاح وحرية التعبير) ولم يعتقد ان نظامه سيكون الحلقة الأخيرة في مسلسل انفراط عقد الأنظمة الشيوعية في أوروبا الشرقية، بل على العكس كان يعمل على اعداد ابنه نيكو ليخلفه رغم المشاكل الأخلاقية وادمانه على الشرب والقمار وصيته الذائع في أوساط الشعب. واستمرت التحركات الشعبية يومي 17 و18 ديسمبر مترافقة مع دعوات الى اضرابات شلت البلد وتطورت الى احتلال الموظفين للدوائر والمقار الحكومية مع رفع شعار مثل نظام تشاوشيسكو سيسقط و«نحن الشعب». تشاوشيسكو كان في تلك الأثناء بزيارة رسمية الى ايران فطلب من زوجته معالجة الأمور، فأرسلت مندوبين لمفاوضة المتظاهرين وأبلغوهم بالموافقة على اطلاق السجناء ولكنهم رفضوا المطالبات باستقالة تشاوشيسكو. وفي ظل هذه الأجواء انتقلت عدوى الاحتجاج الى بوخارست التي عاد اليها تشاوشيسكو حيث طلب مخاطبة الشعب، وخلال خطابه أمام 110 آلاف ارتأى ان يمتدح «انجازات الثورة الاشتراكية» وما حققه نظامه منذ توليه الأمانة العامة للحزب الشيوعي عام 1965 ثم الرئاسة عام 1974 وحتى 1989 وباستثناء وعده بزيادة الرواتب بـ 4 دولارات (نحو 5% من معدل الرواتب حينها) تركز كلامه على تخوين وإهانة المحتجين في مدينة تيميشوارا. كان الخطاب منقولا مباشرة على الهواء لكن البث انقطع واستبدل بكليبات تشيد بتشاوشيسكو وانجازاته ففهم سكان رومانيا الذين كان نحو 75% منهم يتابعون الخطاب ان شيئا ما غير طبيعي كان يحصل. وبالفعل ردد الحضور باستثناء الجالسين بالصفوف الأمامية هتافات منددة بالرئيس دفعته الى قطع خطابه والدخول الى القصر.حاول اكمال خطابه من شرفة القصر لكن الصفير والتنديد وشعارات مثل (ستسقط يا ديكتاتور.. والعقاب للقاتل) أجبرته على وقف المحاولات.أمر تشاوشيسكو رجال الشرطة بقمع المتظاهرين ما أدى الى سقوط مزيد من الضحايا، علما بأن الثورة بهروب الرئيس لكن المتظاهرين لم ييأسوا بل عادوا الى محاصرة القصر الرئاسي في اليوم التالي (22 ديسمبر) مرددين هتافات أرعبت تشاوشيسكو فسارع الى المغادرة مع زوجته عبر احد الممرات السرية ليستقل مروحيته ويتوجه الى خارج العاصمة بوخارست، ولكن في طريقه الى مخبئه الخاص اكتشفه بعض الفلاحين الذين ألقوا القبض عليه وسلموه الى الثوار الذين كبلوا يديه ويدي زوجته وقاموا بإعدامهما رميا بالرصاص في مشهد نقل مباشرة على الهواء ليتابعه أبناء الشعب ليراه الرومانيون ويقتنعوا بأنه قد قضي على الديكتاتور فعلا وتبقي هذه التجربة حيه للعيان علي أن ارادة الشعوب هي الغالبه وأن الطغاه مهما يعيشون لابد من سقوطهم