الأحد، 2 يناير 2011

تاسيس حركة شباب عرب بلاحدود


تاسيس حركة شباب عرب بلاحدود: "البيان التاسيسي لحركة شباب عرب بلاحدود

تمر بلادنا بفتره عصيبه من تاريخها تطلب من الجميع العمل المشترك من أجل الخروج من النفق المظلم التي أدخلتنا به قوي القهر والقمع والفساد .فكل يوم يمر بنا يزيد من ماسينا ومشاكلنا دون الاهتداء إلي طريق الخ...لاص والخروج الأمن للوطن من التداعيات التي تراكمت بحكم طول الفتره التي فقد الشعب فيها حريته وحقوقه ال"

الأربعاء، 21 يوليو 2010

الدروس المستفاده من الثورات السلميه

بقلم /سامي دياب
أياً كانت محصلة الثورات التي تحدث فهي غير كافية، إن لم يكن هناك تغيير إيجابي حقيقي، إذ ان الثورات تتطلب تغييراً جذرياً في بنية المجتمعات وتوجهاتها والتخوفات لدينا في مصر أن لايكون التغيير المأمول جذري وشامل ويشمل القشره الفوقيه للسلطه وتستمر البطانه التي تتملق كل الازمنه والامكنه تمثل نوعا من السلطه الغير مباشره اوظهور قوي غير قادره علي التعيش مع الواقع والتطورات الدوليه فالتجربه الايرانيه شاهد عيان علي تمدد قوي تعيق عملية التحرر الكامل للشعوب بالرغم من أن الثوره الايرانيه أحدثة تطور نوعي في حياة المواطن الايراني إلا انها خلقت عدم إستقرار في محيط دولة ايران وحولتها إلي خطر يهدد شعوب المنطقه (الوطن العربي ) وأدي ذلك الي نشوب الحرب العراقيه الايرانيه التي قتل فيها أكثر من مليون ونصف أنسان من الجانبيين وتلك التجارب تجعلنا حريصين علي ان التغيير كامل ويسارك به كل ابناء الشعب وذوقدره علي صناعة حريه شامله للمجتمع بكل الوان طيفه وقد حدثت عدة تجارب فريده في عدت دول في السنوات الاخيره نود أن نسترشد بها عن التجارب المثلي بالرغم من ان مع قيام هذه الثورات ما زال الطريق طويلا وشاقاً أمام فكر النخبه السياسيه لتستطيع أن تكرس ثقافة اللاعنف والسلم عند القيام بثورة ما وتكون الضابط المانع لكبح جماح القوي التخريبيه أثناء الثوره، وخصوصا في وقت تعمل آلة القتل على إسقاط المنظومة الفكرية الإنسانية التي تخلق الثقافة والفكر.الثورة المخملية مفهوم جديد ظهر في العقود الأخيرة وبرز في الايام الاخيرة مع اتهام الحكومة الايرانية للدول الغربية في التخطيط لثورة مخملية في ايران تهدف الى اسقاط نظام الجمهورية الاسلامية عبر تحرك شعبي في الشوارع.. ويرى البعض أن الثورة المخملية بدأت مع بداية عهد جديد في مرحلة ما بعد الاشتراكية السوفيتية وتدشين مرحلة النظام العالمي الجديد والعولمة، حيث أحدثت سلسلة من الثورات المخملية نشرا للديمقراطية حول العالم على مدى أكثر من ثلاثين عاماً.مصطلح الثورة المخمليةبرز أسم الثورة المخملية في مطلع التسعينيات، عندما استطاع المجتمع المدني في أوروبا الشرقية والوسطى من تنظيم إعتصامات سلمية للإطاحة بالأنظمة الشمولية. وسميت الثورة المخملية أو الثورة الناعمة؛ وذلك لعدم تلوثها بالدم واستخدام العنف. مما دعمت هذه التحركات مفهوم المجتمع المدني ووضحت أهميته في رسم السياسات الخارجية والداخلية لهذه الشعوب، دون حصرها في إطار حكومي، حتى أصبح دور المجتمع المدني كبيرا في مقاومة الأستبداد والطغيان من خلال الفعاليات السلمية. ونجد أن الثورات المخملية حدثت في كثير من البلدان، ففي جورجيا وصربيا وأوكرانيا وروسيا ولبنان حيث سعت كل واحدة منهم لإيجاد نظام تعددي ديمقراطي. بيد أن هذه الثورات كلفت أصحابها كثيراً. حيث إعداد السكان سياسيا واقتصاديا وتهيئة النفوس للإطاحة بالحكم.ففي تشيكوسلوفاكيا دلت الثورة المخملية على قوة إرادة الشعب التشيكي الذي بقي تحت سيطرة حكم شيوعي قاهر لأكثر من 40 عاما, حتى تخلص فيما بعد منه.فقد كانت قبضة الحكم الشيوعي محكمة حتى عام 1989. عندما أصبحت الحركة الشعبية المعارضة قوية، وخلال الفترة بين 1977 حتى عام 1992, سُمِّيت هذه الحركة بِ: عَقْد ال77 نسبةً لوثيقة أصدرها نفس الحزب عام 77 والتي تم توزيعها ذلك العام في تشيكوسلوفاكيا. في نهاية عام1980, ومع تراجع شعبية الشيوعية الشرقية, وجد أعضاء حركة 77 فرصة مهمة نظموا قوى المعارضة ضد النظام الشيوعي الحاكم. حيث شاركت قوى فاعلة لتغيير الحكم من الشيوعية الى الديمقراطية حتى قامت الثورة المخملية بين 16 نوفمبر إلى 29 ديسمبر 89: بعد تنظيم المظاهرات الطلابية التي قوبلت بالرد العنيف من قوى الأمن، وغيرها من الفعاليات.أما في عام 1993 تم تقسيم الدولة إلى تشيك وسلوفاكيا. ويسمى التشيك الثورة بالمخملية بينما السلوفاك يسمونها بالناعمة. وأحيانا يُطلق على التقسيم بالطلاق المخمليأما في أوكرانيا نجد أن الأوكرانيين قاموا وحدهم بالثورة, بمساعدة بسيطة من اصدقائهم الغربيين فقد كانت الثورة البرتقالية والتي سمين بالثورة المخملية أيضا سلمية خالية من أعمال العنف. فقد دخل انتصار الثورة التي أطلق عليها البرتقالية في اوكرانيا والتي أطلق الليبراليون الروس على ثورة الشعب الأوكراني اسماً آخر اكثر واقعية هو الثورة المخملية لأنها كانت مثالا يعطي الجماهير الأوكرانية شرعية عن الطريق السلمي للوصول إلى أهدافها. ففي روسيا شكلت الثورة المخملية اساسا للعمل الجماهيري السلمي الذي أقلق الروس وأقلق الكثير من الأنظمة. حيث دعم الكرملين مجموعات شبابية لمنع قيام ثورة مخملية.أما في إيران فقد عبر مرشد الثورة السيد الخامنئي، عن قلق النظام في إيران من مصير يشبه ما احدثته الثورات 'المخملية' في اوروبا الشرقية وحمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.فيما أكد النائب الأول للرئيس الإيراني أحمدي نجاد الدكتور براويز داودي أن مؤامرة الاستكبار وقوى الغطرسة العالمية للتحضير بما أسماه الثورة المخملية في إيران خطأ تأريخي عظيم قد اصطدمت بمشاركة ودور الشعب الإيراني في الثورة الإسلامية مما أدى إلى فشلها.وقال مهدي شمران، رئيس مجلس بلدية طهران والمحافظ النافذ لصحيفة همشري ان المشاركة الفريدة من نوعها في ملحمة (انتخابات) 12 حزيران/يونيو اظهرت ان شعار التغيير الذي رفعه (الرئيس الاميركي باراك) اوباما لا مكان له بين شعبنا. واضاف ان هوية ايران لا تسمح باستنساخ اعمى الثورات المخملية والملونة لا تجدي نفعا لدى شعبنا.واتهم وزير الخارجية الايرانية بريطانيا بلعب دور المخرب في الاحداث التي تشهدها ايران، وقال: ان الغربيين يحاولون فرض شروطهم ومواصفاتهم في الديمقراطية على البلدان الاخرى، ممشيرا الى ان الثورات الملونة او المخملية يجب تحليلها من قبل الخبراء لمعرفة من يقف وراءها، مضيفا ان هناك دولا في العالم اذا لم تصل الى اهدافها تتخذ اسلوب التصفية.وقال الكاتب والصحافي روبرت فيسك في مقال له في صحيفة الاندبندنت البريطانية محللا خوف السلطات الايرانية من ثورة مخملية في ايران: خلال خطبته لصلاة الجمعة في جامعة طهران، اتى خامنئي على ذكر مخاطر ثورة مخملية ومن الواضح ان القلق كان يساوره عند التفكير في الاطاحة بشكل ديموقراطي بحكومات شرق اوروبية وغرب آسيوية منذ انهيار الاتحاد السوفييتي. ويضيف فيسك ان الثورات المخملية او الملونة هي وسائل لتداول السلطة من خلال اضطراب اجتماعي، وحدثت ثورات ملونة ومخملية في مجتمعات ما بعد الشيوعية في وسط وشرق اوروبا ووسط آسيا. ويرى فيسك ان المبادرة الى ثورات ملونة كانت تتم عادة عن طريق الانتخابات ووسائلها هي كالتالي: يأس كامل يصيب نفسية الناس عندما يكونون متأكدين من خسارتهم في الانتخابات. اختيار لون خاص يجري اختياره فقط ليتفاعل معه الاعلام الغربي... واستخدم موسوي الأخضر كلون لحملته الانتخابية وما يزال انصاره يرتدون هذا اللون على اربطة الرسغ ومناديل الرأس. الاعلان عن انه كان هناك غش مسبق قبل الانتخابات وتكرار ذلك بلا توقف بعدالانتخابات والتساهل في نشر المبالغات عن ذلك من جانب الاعلام الغربي، خاصة في الولايات المتحدة. كتابة رسائل الى المسؤولين في الحكومات، والادعاء بحدوث تزوير في الانتخابات. ومن المثير للاهتمام انه في جميع هذه المشاريع الملونة - على سبيل المثال في جورجيا واوكرانيا وقيرغيزستان - فان الحركات المدعومة من الغرب كانت تحذر من الاحتيال قبل الانتخابات عن طريق الكتابة الى الحكومات القائمة. وفي ايران الاسلامية، كتبت مثل هذه الرسائل فعلا الى المرشد الاعلى.، كما ينقل فيسك ذلك في الاندبندنت. من يدعم الثورات الملونة؟ ويتهم البعض جورج سوروس (1930) بدعم الثورات الملونة وهو رجل أعمال أمريكي من أصل يهودي، ورجل البورصة الأمريكي الذي يعتلي المرتبة 99 في قائمة أغنى رجل في العالم وتزيد ثروته عن تسعة مليار دولار. وظهر اسم سوروس أيضا في دعم ما أطلق عليه «الثورة البرتقالية» في أوكرانيا، التي نجحت في تنصيب «فيكتور يوشنكو»، الحائز علي لقب «إصلاحي» وفق التعريف الأمريكي، وكان ضمن أعضاء المجلس الاستشاري لمنظمة «المركز الدولي للدراسات السياسية» الممولة من قبل الحكومة الأمريكية عبر «مبادرة التعاون بين بولندا وأمريكا وأوكرانيا» وهي مؤسسة تدعمها الوكالة الأمريكية للتنمية، وتشرف عليها مؤسسة «فريدوم هاوس»، التي تقدم المنح للنشطاء.واتهم الرئيس الجورجي المخلوع ادوارد شيفارنادزه رجل الاعمال الامريكي ورئيس مؤسسة (المجتمع المفتوح) جورج سوروس بتقديم دعم مالي للجهات المناوئة له التي أجبرته على التنحي من منصبه. وقال شيفرنادزه في لقاء مع التلفزيون الروسي ان مخطط اقالته اعد له وعمل على تنفيذه بعناية فائقه سوروس نفسه. وأضاف أن سوروس أعد خطة شاملة لاجراء انتخابات مبكرة و دعم فوز أشخاص جدد سواء في منصب الرئاسة أو البرلمان و انه لم يبخل بالمال اللازم لتنفيذ مشروعه الذي وصفه بانه شبيه بالسيناريو اليوغوسلافي. وكانت قوى المعارضة الجورجية قد أجبرت شيفاردنادزه تحت ضغط جماهيري وصفته بثورة الورود او الثورة المخملية على التخلي عن منصبه وتقديم استقالته. ومن خلال ماذكر نفهم أن الثورة المخملية كمصطلح مختلف عليه بين ان يكون حركة شعبية مدعومة من الخارج او حركة شعبية داخلية تهدف الى احداث تغيير جذري سلمي يحقق مطالب الشعب

الثلاثاء، 13 يوليو 2010

الدروس والعبر من سقوط طاغيه

بقلم _ سامي دياب
حينما تكشر الشعوب عن انيابها لايمكن ان تقف اي قوه في طريق مسيرتها والدروس والعبر كثيره وسوف اكتب سلسله من المقالات عن تلك التجارب التي حدثت في بلاد تتشابه إقتصاديتها وطبيعتها مع مصر ومن تلك التجارب تجربة الثوه الرومانيه في 21 ديسمبر 1989 بدأت هذه الثورة ضد النظام الحاكم في رومانيا من مدينة تيميشوارا التي تبعد مسافة 350 كيلومترا شمال غربي العاصمة بوخارست وقد اندلعت المظاهرات بعد صدور أمر ترحيل في 15 ديسمبر بحق لازلو توكيس وهو قس اصلاحي من أصل مجري. وقامت عناصر الشرطه السريه باخماد المظاهرات التي قام بها أنصاره بعنف. وقتل في هذه المظاهرات قرابة 150 شخص من المواطنين فيما جرح المئات وأعتقل أكثر من 200متظاهر حيث وقفت تيميشوارا وحدها تتحدى شرطة تشاوشيسكو طيلة خمسة ايام قبل أن تندلع شرارة الثورة في بوخارست وبقية أنحاء البلاد وقد تسبب الغضب من قتل الابرياء التي قامت به الشرطه السريه في رومانيا وهي جهاز يشبه مباحث أمن الدوله في مصر إلي إشعال فتيل الثوره وكان الرئيس الروماني السابق نيكولاي تشاوشيسكو يلقى خطابا أمام جمع حاشد في 21 ديسمبر1989 بالعاصمة الرومانية بوخارست عندما حدثت مقاطعة لخطابه في اشارة الى بدء معارك شرسة في الشوارع. وبلغ عدد الموتى 10 الاف شخص معظمهم من المدنيين. واندلعت معارك شرسة خارج بوخارست وفي مدن أخرى بينما كانت قوات الامن التي تحمي تشاوشيسكو تحارب مع الجيش لاحكام السيطرة على البلاد وقد تمكادت الشرطه السريه في إطلاق النار علي المحتجين بلارحمه وزاد إصرار الرومانيين علي الخلاص من الطاغيه وشارك الجيش في قتل المواطنيين المحتجين و. كانت طائرة هليكوبتر تحلق فوق المواطنيين وهي تطلق الرصاص علي طالبي الحريه والعداله واستخدمت قوات الطاغيه الاسلحه المحرمه في ميدان المعارك وهي إشاره أن الطغاه يقاتلون شعوبهم باسلحه أبشع من التي تستخدم في ميادين المعارك ودب التمرد والبلبله في صفوف الجيش بعد حمامات الدماء التي غطت شوارع رومانيا فقد انتشرت الثوره في كل مكان ورفض بعض الضباط في الجيش اطاعة الاوامر. وإعتبروا أن مقاومة الثوره هي أصدار أمر باعدام الناس بلارحمه وأنتشر التمرد في معظم الوحدات العسكريه التي رأت جثث القتلي في الشوارع ويوجد بينها ضحايا من أسر العسكريين نفسهم وقد إستنكر العالم مايدور من قتل بلارحمه للثوار في رومانيا ومن أهم الاسباب التي ساعدت في نجاح الثوره المناخ الدولي المحيط فمع سقوط جدار برلين واقتراب الحرب الباردة من نهايتها بدا واضحا ان الديكتاتور الروماني نيكولاي تشاوشيسكو أصبح يعيش خارج الزمن، وان سقوط اخر صروح الشيوعية في أوروبا الشرقية لم يعد ببعيد. لقد كان تشاوشيسكو مصابا بجنون العظمة بكل معنى الكلمة، وكان يصف نفسه بـ دانوب الفكر نسبة الى نهر الدانوب الشهير الذي يمر في رومانيا ويشكل أهم معالمها وشريان حياتها وبالرغم من ان شعبه كان الأفقر في أوروبا الشرقية إلا أنه كان يرى انه نبي رومانيا الفاضلة وان الرومانيين من اسعد شعوب العالم! وكان يفتخر بامتلاك 5 قصور أحدها يضم ألف حجرة وهو ما لا يملكه احد الحكام في العالم الحر وحتى اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا العظمى! هذا الى جانب قصوره الطائرات الرئاسية والمتنقلة القطارات الخاصة به لكن رغم أهمية كل ذلك لا يُذكر تشاوشيسكو اليوم إلا لكونه أحد القادة الذين أعدمهم شعبهم مع زوجته ايلينا على الملأ في أعقاب أسبوع من التمرد والعصيان الشعبيين في نهاية ديسمبر 1989 وهو ما يصطلح على تسميته بـ الثورة الرومانية 1989 التي أطاحت بنظام تشاوشيسكو. ورغم تأثره بـ ستالين لم تكن رومانيا في نهاية الحرب الباردة موالية لنظام موسكو بل كان تشاوشيسكو يميل الى نهج الزعيم اليوغوسلافي تيتو في عدم الانحياز في السياسة الخارجية ويعشق نموذج كيم إيل سونغ والد الزعيم الحالي كيم يونغ إيل في كوريا الشمالية ويطمح لتقديس أبناء شعبه له! لم يكترث تشاوشيسكو بالتغيرات المحيطة ببلاده وتبني زعيم الاتحاد السوفييتي ميخائيل جورباتشيف الى الـبيروسترويكا (إعادة البناء الاقتصادي) والـجلاسنوست (الانفتاح وحرية التعبير) ولم يعتقد ان نظامه سيكون الحلقة الأخيرة في مسلسل انفراط عقد الأنظمة الشيوعية في أوروبا الشرقية، بل على العكس كان يعمل على اعداد ابنه نيكو ليخلفه رغم المشاكل الأخلاقية وادمانه على الشرب والقمار وصيته الذائع في أوساط الشعب. واستمرت التحركات الشعبية يومي 17 و18 ديسمبر مترافقة مع دعوات الى اضرابات شلت البلد وتطورت الى احتلال الموظفين للدوائر والمقار الحكومية مع رفع شعار مثل نظام تشاوشيسكو سيسقط و«نحن الشعب». تشاوشيسكو كان في تلك الأثناء بزيارة رسمية الى ايران فطلب من زوجته معالجة الأمور، فأرسلت مندوبين لمفاوضة المتظاهرين وأبلغوهم بالموافقة على اطلاق السجناء ولكنهم رفضوا المطالبات باستقالة تشاوشيسكو. وفي ظل هذه الأجواء انتقلت عدوى الاحتجاج الى بوخارست التي عاد اليها تشاوشيسكو حيث طلب مخاطبة الشعب، وخلال خطابه أمام 110 آلاف ارتأى ان يمتدح «انجازات الثورة الاشتراكية» وما حققه نظامه منذ توليه الأمانة العامة للحزب الشيوعي عام 1965 ثم الرئاسة عام 1974 وحتى 1989 وباستثناء وعده بزيادة الرواتب بـ 4 دولارات (نحو 5% من معدل الرواتب حينها) تركز كلامه على تخوين وإهانة المحتجين في مدينة تيميشوارا. كان الخطاب منقولا مباشرة على الهواء لكن البث انقطع واستبدل بكليبات تشيد بتشاوشيسكو وانجازاته ففهم سكان رومانيا الذين كان نحو 75% منهم يتابعون الخطاب ان شيئا ما غير طبيعي كان يحصل. وبالفعل ردد الحضور باستثناء الجالسين بالصفوف الأمامية هتافات منددة بالرئيس دفعته الى قطع خطابه والدخول الى القصر.حاول اكمال خطابه من شرفة القصر لكن الصفير والتنديد وشعارات مثل (ستسقط يا ديكتاتور.. والعقاب للقاتل) أجبرته على وقف المحاولات.أمر تشاوشيسكو رجال الشرطة بقمع المتظاهرين ما أدى الى سقوط مزيد من الضحايا، علما بأن الثورة بهروب الرئيس لكن المتظاهرين لم ييأسوا بل عادوا الى محاصرة القصر الرئاسي في اليوم التالي (22 ديسمبر) مرددين هتافات أرعبت تشاوشيسكو فسارع الى المغادرة مع زوجته عبر احد الممرات السرية ليستقل مروحيته ويتوجه الى خارج العاصمة بوخارست، ولكن في طريقه الى مخبئه الخاص اكتشفه بعض الفلاحين الذين ألقوا القبض عليه وسلموه الى الثوار الذين كبلوا يديه ويدي زوجته وقاموا بإعدامهما رميا بالرصاص في مشهد نقل مباشرة على الهواء ليتابعه أبناء الشعب ليراه الرومانيون ويقتنعوا بأنه قد قضي على الديكتاتور فعلا وتبقي هذه التجربة حيه للعيان علي أن ارادة الشعوب هي الغالبه وأن الطغاه مهما يعيشون لابد من سقوطهم

الثلاثاء، 1 يونيو 2010

انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشوري بلاضمانات نزاهه





توجه اليوم الثلاثاء الناخبون للإدلاء بأصواتهم في انتخابات التجديد النصفي لعضوية مجلس الشورى (الغرفة الثانية في البرلمان المصري)، وسط ترقُّب كبير لأجواء العملية الانتخابية وما قد تشهده من تجاوزات تعدّ مؤشرًا لما ستجرى عليه الانتخابات البرلمانية أواخر العام الجاري. وقد سجل رفض اللجنه العليا للانتخابات منح مراقبي المجتمع المدني تصريحات لمراقبة
انتخابات الشورى التي يتنافس فيها 446 مرشحًا على 74 مقعدًا في 55 دائرة انتخابية على مستوى الجمهورية، وسط منافسة بين 115 مرشحًا يمثلون 13 حزبًا سياسيًا على رأسهم الحزب الحاكم الذي حسم 13 مقعدًا بالتزكية قبل بدء الانتخابات نظرًا لغياب منافسيه ، إضافة إلى 331 مستقلاً من أبرزهم مرشحو جماعة الإخوان المسلمين البالغ عددهم 15 مرشحًا.
وتبدي دوائر حكومية مصرية قلقها من إحجام الناخبين عن المشاركة وسط ما يتردد عن حسم نتيجة الانتخابات سلفًا في ظل غياب الإشراف القضائي الكامل على العملية الانتخابية بعد تعديل المادة 88 من الدستور، حيث سيقتصر الإشراف القضائي في تلك الانتخابات على اللجان العامة، وهو الأمر الذي دفع اللجنة العليا للانتخابات إلى التهديد بتوقيع غرامة مالية تصل إلى مائة جنيه على من يتخلف عن الإدلاء بصوته دون عذر .
ويتصدر الحزب الحاكم في مصر مشهد المنافسة في المعترك الانتخابي إذ ينافس بـ 76 مرشحًا، في مقابل مشاركة محدودة لبقية الأحزاب يبرز منها حزب الوفد 10 مرشحين، والتجمع 9 مرشحين، والأحرار 3 مرشحين، والجيل الديمقراطي 3 مرشحين، والجمهوري الحر اثنين، واثنين للغد، ومثلهما للحزب العربي الناصري، والحزب الدستوري، ومرشح واحد لكل من أحزاب العمل، ومصر، والسلام، كما تشارك 11 امرأة في محافظات كفر الشيخ والمنيا وقنا والفيوم والدقهلية وحلوان والقاهرة والشرقية والبحيرة، منهن واحدة للحزب الوطني وأخرى للتجمع وثالثة عن حزب الأحرار و8 مستقلات.
وتضفي مشاركة الإخوان بـ 15 مرشحًا بعضًا من أجواء الإثارة والسخونة، فضلًا عن تنسيق الجماعة- بحسب تأكيدات مرشدها محمد بديع- مع أحزاب التجمع والوفد والغد والعمل، مشيرًا في مؤتمر صحفي عقده مؤخرًا بهذا الشأن إلى أنّ هناك 6 مرشحين بينهم مسيحي تدعمهم الجماعة وهم نبيل رمزي مستقل من محافظة أسيوط، وعبد المنعم التونسي حزب الغد محافظة أسيوط، ودكتور رضا أبو السعود مرشح حزب الوفد في منية النصر في الدقهلية، وصلاح عبد المتعال مرشح حزب العمل ببني سويف، وصلاح مصباح أمين حزب التجمع في دمياط، وعبد الرشيد هلال مرشح حزب التجمع بمحافظة 6 أكتوبر .
وتقول الجماعة التي تمسكت بخوض الانتخابات بشعارها المعروف "الإسلام هو الحل": إن النظام الحاكم ارتكب تجاوزات وانتهاكات فاضحة في حق مرشحي الجماعة ومؤيديهم في انتخابات مجلس الشورى، فقد أصيب 30 شخصًا في اشتباكات وقعت منذ يومين بين عناصر الشرطة ومئات من أنصار مرشح الإخوان في مدينة أبو حمص التابعة لمحافظة البحيرة- شمال العاصمة-، استخدمت فيها الشرطة الهراوات والقنابل المسيلة للدموع، لكن مصادر أمنية قالت: إن أنصار مرشح الإخوان بادروا بالهجوم، وإن نحو سبعة جنود أصيبوا، وأوضحت أن "الشرطة بدأت بتحذير مرشح الإخوان من الاستمرار في مسيرته، لكنه رفض".
وقال موقع الجماعة الرسمي على الإنترنت: إن أجهزة الأمن بمحافظة حلوان اختطفت 50 شخصًا من أنصار النائب علي فتح الباب مرشح الإخوان بمحافظة حلوان، كانوا في مسيرة انتخابية بالسيارات في مدينة الصف؛ فضلاً عن مصادرة 3 سيارات وأجهزة الصوت ولافتات الدعاية.
وشهدت دوائر أخرى أجواءً ساخنة قبل بدء العملية الانتخابية حيث وقعت مشادات عنيفة، مساء أمس الأول، بين أنصار مرشحي حزب التجمع والحزب الوطني بمحافظة 6 أكتوبر، أدّت إلى طعن أحد أنصار مرشح التجمع عبد الرشيد هلال، وردت عائلة المجني عليه بإحراق منزل مرشح الحزب الوطني عصام الخولي.
وتعدّ انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى بروفة حقيقية لما قد تشهده انتخابات مجلس الشعب القادمة، وفي هذا الصدد رصد مراقبينا في تقريرهم حول الدعاية الانتخابية لمرشحي انتخابات الشورى، استمرار تمزيق الدعاية الانتخابية في بعض دوائر كفر الزيات والسويس وبني سويف، بسبب المنافسة الحادة بين مرشحي الحزب الوطني وجماعة الإخوان، وقيام أنصار مرشحي الوطني والأجهزة الأمنية بإزالة اللافتات من على المباني الحكومية لغير مرشحي الحزب الوطني.
ورصدت المراقبين في تقريرهم توزيع عدد من المرشحين بالدقهلية والفيوم وبني سويف والغربية، لهدايا ورشى انتخابية خلال مرورهم على المنازل تنوعت بين ملابس ومستلزمات منزلية ومبالغ مالية وكروت شحن للشباب وملابس رياضية، وأفاد التقرير أن مرشحي الحزب الوطني وجماعة الإخوان المسلمين استخدموا الشعارات الدينية بكثافة، بالإضافة إلى استغلالهم دور العبادة في الدعاية الانتخابية.

الثلاثاء، 5 يناير 2010

قهر العجز العربي


من رسالة الأمين العام للأمم المتحدة إلى حفل إعادة افتتاح مركز ابن خلدون يونيه 2003 .....
" ... ولكن التاريخ يخبرنا بأنه في بعض الأحيان يمكن فقط للرؤى الراديكالية جدا أن تتخطى العوائق القائمة أمام التحول السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، لقد آن الأوان للعالم العربي لكي يمتلك مثل هذه الرؤية ويحولها إلى واقع ، وأن الأ&atildcedil;لأمم المتحدة سوف تستمر في كونها شريكا لصيقا من أجل تحقيق هذا الهدف ..... " .
قدم لنا الأمين العام للأمم المتحدة من خلال رسالته ملخصا لمشكلات الأمة العربية كإقليم يتمثل في :
العجز عن إيجاد الصيغة المناسبة لتسريع التنمية الإنسانية ، وحفز النمو العادل على الرغم من إمكاناته الهائلة ، ولذلك فقد تراجع إلى الوراء بالنسبة لبعض من طفرات التقدم الهائلة في العصر الحديث في مجال التقدم المادي والتقني ، بل وتراجع أيضا في تطوير المعرفة والحرية الإنسانية ، مما يعني استمرارية استسلامنا للعجز بعد أن انهارت مقاومتنا بفعل تجاربنا الفاشلة العديدة والمتوالية .
كما حدد لنا في رسالته من خلال الإخبار التاريخي :
الطريق الوحيد الواجب إتباعه ويتمثل في صيغة خاصة " نوع من الرؤى " لا خيار أمامنا إلا امتلاكها بعد التعرف عليها إن أردنا الإصلاح .
ويستطرد قائلا :
وقد آن الأوان لهذا الامتلاك وتحويل هذه الرؤية المحددة إلى واقع .
والأمم المتحدة شريك لصيق لنا من أجل تحقيق هذا الهدف .
والرؤى الراديكالية تتصف بأنها متطرفة عن الواقع الذي شوه بالأخطاء المتراكمة ، على أن تكون ثورية ، وأيضا تكون فطرية وتتسم بالأصالة وترتبط بجذور أمتها .
وعلى الرغم من أننا نمتلك فعلا لرؤية من هذا النوع منذ أكثر من ثلاثين عاما وقد تكون هي الرؤية الوحيدة الصالحة لتحقيق هذا الهدف إلا أن أحدا لم يلتفت إليها ، رغم الدأب في عرضها ، وفشل كل من حاول دحضها أو تكذيبها أو تقديم بديل عنها ، ومازال التدهور مستمرا وانهارت مقاومتنا واستسلمنا للعجز " العوائق " .
وبعد أن تم التحديد لهذا النوع فقط ودون غيره من خارج أمتنا ، وأغلب الظن دون وعي من المحدد بما يمكن أن تكون عليه ، وقذف بها في وجوهنا جميعا .
فهل يمكن أن نتعرف عليها وهى بين أيدينا مستفيدين من طاقات وإمكانيات الأمم المتحدة في تحويلها إلى واقع لنوقف هذا الانهيار ونتقدم ؟
أم نضيع الفرصة ونستمر في المكابرة دون حياء حتى ضياع هذه الأمة كلية ؟
أم تعودنا سجن أنفسنا بألا نصنع شيئا مفيدا إلا حسب تعليمات السيد / ....
لقد أقيمت عليكم الحجة يا سادة .
أعتقد أن ثلاثين عاما ضاعت على هذه الأمة ( جيل كامل ) ، والظرف الفارق الذي نعيشه كفيل بأن يجعلني غير عابئ بشيء في سبيل مناقشة هذه الرؤية .
فهل آن الأوان فعلا حتى نأخذ الأمر بجدية الآن وبعد طول عناء ؟ !!!
هذا ما أرجوه .
-
القهر هو الإخضاع والسيطرة
والعجز هو عدم القدرة على تخطي العقبات لتلبية الاحتياجات .
فالعجز هو التحدي الدائم لكل ما هو حي لاستمرار حياته ، ولولا محاولات قهر العجز المستمرة ما تقدمت الإنسانية قيد أنملة .
والعجز يقف أمامنا بالمرصاد وفي كل مناحي الحياة ، سواء كان على المستوى الشخصي أو الجماعي .
ونختار حياله موقف الاستسلام أو المقاومة أو القهر ، لكل حالة حسب ما نستطيع أو نريد .
الاستسلام للعجز وله جانبان :
إيجابي : ويتمثل في الاستسلام أمام الدستور والقوانين ، وما يتم الاتفاق عليه .
سلبي : ويتمثل في الاستسلام أمام العقبات فيؤدي إلى التدهور باستمرار نتيجة الضغوط الداخلية والخارجية حتى يصل إلى الموت .
مقاومة العجز
هي محاولة التعايش بما هو متاح للاستمرار وله جانبان :
إيجابي : بإتباع المنهج العلمي والمنطق
سلبي : باستخدام الترقيع والتلفيق والالتفاف حول المشكلات وتجاهلها .
قهر العجز
وله وجهان :
إيجابي : بتفعيل الاكتشافات بما يعرف بالطفرات العلمية أو الثورات الفكرية ، وتنسحب تبعات هذا القهر للعجز على كل مناحي الحياة بالتداعي ، وهو ما يؤدي إلى التقدم ، وينتج عنه ظهور عجز آخر أو أكثر أشد عمقا ، يحتاج إلى قهر جديد لاكتساب خطوة أخرى في طريق التقدم .
سلبي : بتخطي الدستور والقوانين ، وذلك بطغيان السلطة التنفيذية على التشريعية والقضائية ، مما يساعد على تفشي كل الأمراض المجتمعية .
فداخل الأمم المتقدمة غالبا ما يتم الأخذ بالجانب الإيجابي ، أما العالم العربي فقد اختار الموقف السلبي ، وكان الاستسلام للعجز من نصيب قضايانا المصيرية .
بل والأخطر من هذا أننا لا نستسلم فقط ، لكننا نقاوم بكل ما أوتينا من قوة محاولات البعض لقهر العجز أمام قضايانا .
-

وبعيدا عما يمكن أن توصف به حالتنا المرضية هذه وما يمكن أن تؤدي إليه ، إلا أنه من خلال رصد الواقع يمكن تقديم نموذج كدليل على هذه الحالة .
فمن خلال الحوارات داخل مؤتمر " نحو خطاب ثقافي عربي جديد " المنعقد بالمجلس الأعلى للثقافة الفترة من 1 : 3 يوليو 2003 .
تم الإقرار والاعتراف من كل النخب الفكرية بفشلهم جميعا في إيجاد هذا الخطاب المستهدف والوحيد من المؤتمر ، أو مجرد الاقتراب منه .
بل والأسوأ من هذا : من المفترض أن تخرج توصيات أي مؤتمر جاد في حدود إمكانية تحقيقها ، ولكن ألفنا على أن تخرج توصيات مؤتمراتنا تعبيرا عن أمانينا وطموحاتنا ليس بهدف التنفيذ لعلمنا المسبق بعجزنا ، بل بهدف التعتيم والتعمية حتى لا يتم الإقرار بالفشل أمام العامة ، وهذا هو سبب عدم تنفيذ توصيات مؤتمراتنا بصفة عامة .
وهكذا خرج القائمين على المؤتمر المذكور :
بإعلان القاهرة " مجرد إعلان " ، وكما هي العادة في مثل تلك المؤتمرات .....
يبقى السؤال الواجب الإجابة عليه كما هو بلا إجابة متحديا الجميع ... وبدون أي أمل في تحقيق الأهداف المنشودة .
ومن المفيد أن نذكر تلك التوصيات عن المؤتمر والتي نعجز عن تنفيذها ، على الرغم من قيمتها وذروة احتياجنا لها ، ولنتعرف على ما تصادفه من عقبات ، ومدى إمكانية إزالة تلك العقبات ، فيما يلي :
1 – وحدة الثقافة العربية عاملا أساسيا لوحدة الشعوب العربية ، هذا هو أساس مشروعنا الثقافي .
ولا أريد أن استطرد في مدى احتياجنا إلى تنفيذ هذه التوصية ، سوى القول بأنه لن تقوم لنا قائمة كأمة إلا بتنفيذ هذه التوصية .
لكنها تبقى مجرد مشروع " أمنية " دون وجود رؤى أو آليات لتنفيذها ، وأين وحدة الشعوب العربية هذه ، أمنية شيدناها على أمنية .
وما المقصود بوحدة الثقافة العربية ؟
من خلال الحوارات التي تمت يتضح أن المعنى يتمحور حول الرغبة في " فصل الدين عن الدولة " ، وإطلاق حرية الخروج من الدين ... وأن نتجه نحو الديمقراطية والليبرالية والعلم والتكنولوجيا لتحقيق التنمية والتحديث .
وهنا تظهر إشكالية القبول الاجتماعي ، والشأن الإسلامي .
2 – انجاز الاستقلال الوطني والحفاظ عليه والدفاع عنه ( فلسطين ، العراق )
مطلب يمس الأمن القومي العربي في الصميم ، والتي تحيط به الأخطار من كل جانب .
ولا نعرف كيف يتم هذا دون تحقيق توجه عربي موحد
وهنا تظهر نفس الإشكالية على الحل ( الشأن الإسلامي ) .
لكننا نحاول تسوله دون إجابة من الآخر الذي نستجديه والذي هو صاحب المصلحة في تهديد أمننا القومي .
3 - المقومات التي تدفع إلى اليأس قادرة للدفع على النهوض .
وهذا إقرار بحقيقة لا يمكن تحقيقها إلا إذا استطعنا التعامل مع هذه المقومات بإيجابية لتحويلها في اتجاه النهوض .
وهذا مرتبط بالشأن الإسلامي .
4 – إلغاء الأوضاع المعرفية التي تحاصر العقل العربي للوصول إلى أفق مجتمعي جديد .
وهنا نحتاج إلى فكر نقدي لاستيعاب الأخطاء التي لازمتنا ، وهذا يحتاج إلى تغيرات جذرية في حياتنا السياسية والاجتماعية ، متزامنة مع البحث عن منهج للتعامل مع الشأن الإسلامي .
5 - تطوير التعليم العام والجامعي ومحو الأمية .
وهذا يعود بنا إلى الشكل الثقافي الذي نريده والذي ما زلنا نبحث عنه ولم نجده ، وهذا مرتبط أيضا بالشأن الإسلامي .
6 – ضرورة الوصول إلى خطاب ديني متطور ينفتح على العصر في ظل موقف محايد من الأفكار .
وهذا يرتبط بوجود فكر نقدي في المجال الديني .
وهذا مرتبط ببؤرة الشأن الإسلامي .
7 – وحدة الحضارة الإنسانية وخصوصية الأمة العربية .
والسؤال : ما هي خصوصية الأمة العربية ؟
وهذا يعود بنا إلى إشكالية الهوية ، والتي مازلنا نبحث عن طريقة للتعرف عليها دون جدوى .
وهذا يعود بنا إلى الشأن الإسلامي .
8 – تأمين التمكن من وصول الثقافة للمجتمع كله .
هل توصلنا إلى نوعية هذه الثقافة ، والتي يجب أن نوصلها للمجتمع كله ؟
9 – الخروج عن الصمت وتحدي القمع والتهميش .
وماذا عن رد فعل تحدي القمع ، والذي يحول مجتمعاتنا إلى بؤر من الصراع الغير محتمل ، علاوة على تشتيت الجهود .
وماذا عن تحدي التهميش والتجاهل وترك الأفكار مهملة لتموت أو ليموت أصحابها .
ولا جدوى من الخروج من الصمت إلا بتكريس الفكر النقدي داخل مجتمعاتنا ، والذي يستبعد الأخطاء بديلا عن استبعاد الآخر .
مما سبق يتضح أن الشأن الديني " الإسلام " هو محور كل مشكلاتنا .
فلابد من النظر في هذا الشأن الإسلامي أولا وتحديد موقفنا في التعامل معه لتفعيل الحلول التي قد نجد لكل هذه المشكلات ، وكما قال على فخرو : ليس هناك أي أمل في الإصلاح ولو بقينا ألف عام في محاولات دون أن نحل هذه الإشكالية ( الإسلام ) .
وقد أكدت على هذا داخل المؤتمر ، فلابد من أن نفعل هذا أولا ثم نفكر في التحديث ومسايرة العصر بإنتاج العلم دون معوقات بديلا عن استيراده ، وقد تم تجاهل هذا القول بسبب عجزنا عن فتح هذا الملف .
وبالرغم من الإعلان داخل المؤتمر بوجود رؤية لحل هذه الإشكالية ، إلا أنه تم التجاهل مثلما كانت العادة معي طوال ربع قرن ، على أمل المقاومين بموت الفكرة بموت صاحبها ، وكثيرا ما يحدث ذلك ، مقاومة مستمرة طوال ربع قرن لرؤية - إن صحت – تمكننا من قهر عجزنا عن تحقيق التنمية من خلال حل إشكالية الشأن الإسلامي .
وطبعا لابد من أسباب قوية لهذه المقاومة ، يمكن استنتاجها متمثلة فيما يلي :
إحساس النخب بالعجز لعدم وجود رؤية لديها ، فيتم استبعاد إمكانية وجود رؤية لدى أي أحد .
ومن هذا الأحد ؟ !!!!! ، وما هي مؤهلاته ؟ ( ازدراء ) متناسين قول الله " وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " ، علاوة على ما بالمناخ الثقافي من ضوضاء - صناعة النخب - اختلط فيها كل شيء ، فلا يكلفون أنفسهم عناء النظر فيما يمكن أن يقدم إليهم ، وخاصة إذا ما كانوا مهمومين بمحاولات الاقتراب من السلطة .

والمقاومون فئتان

أولا : الفقهاء
1 – لعدم الثقة في قدراتهم على رؤية الدين بمنظور نقدي ، وخاصة أنهم لم يألفوا ذلك ولم يتعلموه ، على الرغم مما هو ظاهر من اختلافات ، وكثيرا ما تصل إلى حد التناقض .
2 – الخوف من تعرية أنفسهم في ظل نظرة التعالي المغلفة بالورع الذي يعيشون بها .
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ضعف الإيمان ، وعدم الثقة بالدين الذي يمثلونه وجعلهم في مراكز مرموقة ، فيخافون على ما بحوزتهم من الانهيار ( إعلاء الشأن الخاص على العام ) ، ناهيك عن اعتماد السلطات الحاكمة على سلطة الدين في الحكم .
ثانيا : العلمانيون
لأنهم يعتمدون على ما في التراث الديني من أخطاء وتناقضات بهدف التخلص من الدين والانسلاخ عنه ، فقد حاولوا مرارا وتكرارا بيان هذه الأخطاء والتناقضات ، فقوبلوا بمقاومة عنيفة من المتطرفين وغيرهم وصلت إلى حد التصفية والاستبعاد اعتمادا على مشاعر الجماهير المتمسكة بدينها ، وهؤلاء هم الصفوة الفكرية داخل مجتمعاتنا .
وكان يفترض فيهم أن يحلوا محل هؤلاء الفقهاء وينظروا في هذا الدين من خلال مصدره الأساسي ( القرآن الكريم ) نظرة نقدية لاستبعاد الأخطاء الفكرية التي وقع فيها أسلافنا ـ فتظهر حقيقة الدين ليكون لنا توجه عام واحد " علمي " ، أليس هذا دينهم !!! .
ولكن بدلا من ذلك أخذوا يتشككون في الدين تارة ، ويؤكدون على زيفه تارة أخرى ، والقول بأن القرآن منتج ثقافي ، وبأن كل الأديان منسوخة من الحضارة المصرية القديمة ، بل والبعض يتشككون في وجود إله أصلا .
وكل ما يرجونه في هذا الصدد هو " فصل الدين عن الدولة " ، وما تزال تلك دعواهم استرشادا بما فعلته أوربا ، ولكن ما تزال أمامهم عقبة القبول الاجتماعي قائمة ، والتي تعيق هذه الدعوة لمغايرة الظروف الدينية والاجتماعية والظرفية لدينا عما كان في أوربا .
إن الذي لا يتعامل بفكر نقدي فهو إما مجنون قد حبس نفسه في إطار لا يرى غيره ، أو فاقد الثقة فيما بين يديه ويخاف عليه من الضياع ، فيركن إلى الارتجالية والفوضى ، والترقيع والتلفيق ، والالتفاف حول المشكلات طالما يحقق أهدافه الخاصة ، وهذا حالنا !!! .
-
أعتقد أنه من الغير مشكوك فيه أننا كأمة نعيش لحظة حاسمة من حياتنا وغير مسبوقة ، إما أن نسارع بأن يكون لنا وجود في العالم كمساهمين أو مآلنا إلى التلاشي والذوبان في الآخر ، وفقد كل خصوصية لنا ، وخاصة ديننا كرسالة عالمية .
وإن كان ما قمت به من تشخيص لأمراضنا رصدا من الواقع صحيحا فيكون السؤال :
ما العمل أمام هذا المأزق الخطير ؟ ، والذي وضعنا فيه أنفسنا باختيارنا .
أعتقد بأنه لا خيار أمامنا إلا الرضوخ للواقع وما نعيشه من تخلف وتبعية ، أو الإجابة بفكر نقدي على سؤال طال التعتيم عليه والمراوغة حياله رغما عن أنه يمثل محور مشكلاتنا وهو :
هل الإسلام " حقيقة / صدق " أم " وهم وادعاء " ؟؟؟ .
سؤال يثير الفزع لكلا طرفي المقاومة " الدينيين ، العلمانيين " ويثير الراحة في نفوس الباحثين عن الحقيقة من كلا الطرفين ، الذي يحاولون الاقتراب منها والاستمتاع بها " من هداهم الله " .
فإذا ما ثبت عدم قدرة القرآن الكريم " كنواة صلبة " على الصمود أمام محاولات النقد والتكذيب ، كانت انتكاسة القائمين على الدين بفقد سلطاتهم ، وخرجنا نحن من وهم التدين .
وإذا ما كان الصمود قائما لا تقوى عليه كل محاولات النقد والتكذيب كانت انتكاسة العلمانيين ببيان زيف دعواهم ، وانتصار الإسلام وتوحدنا حوله بتوجه عام واحد .
أما الباحث عن " الحقيقة / الصدق " فيتلمسها أينما وجدها ، وتكون السعادة من نصيبه .
فهل نختار " غش أنفسنا " أم نستمتع بمحاولات الاقتراب من " الحقيقة / الصدق " ، والتي تعين الإنسان في الوصول إلى ما يصبوا إليه .
فلا سبيل لنا إلا الإجابة على السؤال المطروح .
ولكن لماذا كانت الإجابة على هذا السؤال حتمية الآن ؟
لأننا نعيش في عالم متسارع التطور والنمو نحو مجتمع إنساني موحد ، وبدأت تتبلور فكرة محوري الخير والشر ، ووقع صدام بيننا وبين الغرب بسبب ما يدعيه البعض من توجهات تم تفعيلها لأهم خصائصنا " ديننا " جعلت أمتنا توضع في دائرة الشر ، ولهذا السبب تجبه العالم كله ضدنا ، سواء كان برضا بعضه أو رغما عن البعض الآخر .
ومن خلال المواجهة اتضح موقفنا أمام العالم ( كشأن إنساني عام وليس شأن عربي خاص ) على النحو التالي :
أننا نتحدث بألسنة وتوجهات مختلفة وندعي أنها جميعا من الإسلام ، وتاه الإسلام الصحيح إن كان موجودا بين هذه الرؤى المتباينة وأصبحنا في تيه ولا ندرى في أي طريق نسير وتعددت المؤتمرات والندوات والأبحاث والدراسات بهدف تحسين صورة الإسلام دون جدوى ولم يخرج علينا أحد حتى الآن برؤية تنير لنا الطريق .
حتى ازدادت أزمة الثقة فيما بين توجهاتنا وديننا ، وأصبح كل منا متمسك برآه ولا يرى ولا يسمع إلا نفسه ويود أن يجر الأمة في اتجاهه ، أو ينفصل هو ومن معه باحثا له عن انتماء آخر ، وكانت المحصلة ليست صفرا ولكن سلبا " تدهور مستمر " .
فإلى متى سوف يستمر هذا التدهور ، وإلى أين سيصل بنا ، وأين الإسلام كرسالة نتغنى بأنها رحمة للعالمين ، وإلى متى يصبر العالم المتقدم علينا ، وما ثمن ذلك ؟
أسئلة عديدة لا تجد إجابة سوى الخراب والدمار لهذه الأمة كأمة ولن يتبقى سوى شعوب ممسوخة لا تملك ثرواتها لكنها بذاتها مملوكة " عبيد العصر الحديث " .
-
ولما استشعر الجميع هذا التدهور بدأ نشاط مضطرب يدب في أوصالهم ، كل يحاول تجميل صورته مبتعدا بنفسه عن تحمل مسئولية ما يحدث ، ملقين بالتبعة على الأفكار الإسلامية المتشددة متناسين أنها والمعتدلة من فكر تراثي واحد يتم منه الانتقاء .
فالمؤسسات الدينية حاولت التخلي قدر ما تستطيع عن الأفكار المتشددة والتي يمكن أن تتهم بسببها بمساندة التطرف ، مطالبين بتجديد الخطاب الإسلامي ليتواءم مع المجتمع المدني . والعلمانيون بدؤوا بتشديد المطالبة بتنحية الدين عن كافة الأنشطة الحياتية وقصره فقط على الجوانب التعبدية .
والمشكلة أمامهم جميعا كيف يمكن تحويل الإنسان العربي المسلم ليكون ليبراليا بعد أن عاش حياته جميعها وعلى مدى تاريخه كله تسلطيا وخانعا .
ومن جانب آخر كيف يمكن قبول هذا الفكر الانتقائي من التراث الديني دون النظر إلى شبهة هذا التحول ، وماذا عن أصحاب الفكر المضاد ( المتطرف ) المتنامي من نفس التراث ؟ وهل نعلن الحرب عليهم ؟ ونقصيهم من مجتمعاتهم ؟ وهل سيستقيم الأمر في وجود صراع فيما بين الاتجاهين ؟ وأمام سؤال يثار مفاده : أي التيارين يمثل الإسلام الصحيح ، وماذا عن القبول الاجتماعي لهذا الخلل .؟
وأمام العقبة الكأداء هذه ، وهى الأفكار الدينية المتباينة إلى حد التضاد ، والتي جعلت المطالبون بتجديد الخطاب الإسلامي لا يعرفون كيف يمكنهم تحقيق مطلبهم هذا ، في ظل تمسكهم بمناهجهم الفكرية الانتقائية هذه ، والتي أوصلتنا إلى ما نحن فيه ، هل سيقومون بإعدام أفكارهم وإنتاج أفكار جديدة متمسكين بمناهجهم القديمة والتي لا يعرفون غيرها ، والتي لن تنتج سوى ما هو مثل الأفكار القديمة أم يتخلون أيضا عن هذه المناهج ، وأي المناهج يتبعون ومن سيقوم بهذا ؟ .
إشكاليات عديدة تبحث عن حلول جريئة لم تجد من يتصدى لها .
وما زلنا نقف في نقاط متباعدة ولا نرى إمكانية لنقطة التقاء فيما بين الداعين للحياة المدنية من جوانب سواء منهم العلماني المؤمن وغير المؤمن ، والطوائف الإسلامية المتطرفة والغير متطرفة من جوانب أخرى .
فالمشكلة لدينا تتمحور في الوصاية على الفكر الديني بالتصدي لمحاولات انتقاده وكذلك الصمم والتجاهل والاستبعاد والتعالي الذي أصاب النخب في مجتمعاتنا ، فأصحاب كل إطار فكري لا يستمعون إلا إلى أنفسهم ويستبعدون أصحاب الأطر الفكرية الأخرى علاوة على أن النخب هي المسموح لها دون غيرها أن توجه خطابها إلى الشعوب فيما يشبه عمليات غسيل المخ ، وإذا ما اجتمعت نخب من أطر فكرية متعددة للبحث في مشكلة كانت ( مكلمة ) كما يقولون لا يصلون من خلالها لشيء وتفرض أطر أصحاب النفوذ الأقوى ويستمر الحال على ما هو عليه .
لذا كان ولابد من الإجابة على السؤال المطروح لفك الاشتباك والوصول لتوجه عام واحد قدر الإمكان .
والبديل أن نظل في صراع إلى أن يقضي بعضنا على بعض بمساعدة الآخر .
فإن كان الإسلام وهما وادعاء كما يقول العديد من فلاسفتنا وعلماؤنا في السر والعلن ، فهل سيستمر في غش أنفسنا ونتسبب في ضياعنا فهذا جنون أو سفه ، أم يجب أن ننطلق مع المنطلقين ونتخلى عن المعوقات التي أربكتنا والمتمثلة فيما يسمى الإسلام .
أم هو حقيقة / صدق كما هو في وجدان السواد الأعظم من المسلمين فيجب التخلي عن الدعاوى الزائفة ونتحمل مسئولياتنا جميعا لتوحيد قوانا مساهمين في رفاهية الإنسان من خلال الإثبات أنه أي الإسلام حقيقة / صدق ذو توجه واحد .
-
أعتقد في إمكانية اتفاقنا جميعا لحل هذه الإشكالية باستدعاء التاريخ كما في الرسالة التي ألقى بها إلينا كوفي عنان من خلال التجارب الناجحة للأمم المتقدمة ، فقد اتضح من خلال كل التجارب وبدون استثناء أن النجاح في حل كل الإشكاليات وكذلك التطور المضطرد في كل المجالات لم يتأتى إلا في ظل مجتمع يسود فيه الفكري النقدي ( العلمي ) ، فلا إنتاج للعلم دون نقد ، والنقد يعني استبعاد الأخطاء بديلا عن استبعاد الآخر ، أيا من يكون ، ومن هنا فقط يتم التطوير والتحديث والتنمية (التقدم ) مما يجعل هذا المتقدم يعيش ثورة فكرية مستمرة وفي تطور متسارع .
فمن المعلون أن الإنسانية لا تتقدم إلا عن طريق الاكتشافات ( الثورات الفكرية ) ، وغالبا ما تكون فردية ، وفي كثير من الأحيان تأتي هذه الاكتشافات من غير المعنيين ( غير الأكاديميين ) ، ولكن حرية الصراخ التي نعيشها تقتل فيها الأفكار بعدم مناقشتها وتجاهلها ( إغفالها ) حتى تموت الفكرة تلو الفكرة ، وتضيع الفرصة تلو الفرصة ولا يتبقى غير النخب الذين أعلنوا فشلهم جميعا ولا تجد إلا الاهتمام بالشأن الخاص .
من هنا يجب علينا أن نخرج من أطرنا الفكرية الضيقة بتفعيل الحوار بفكر نقدي فيما بين الأطر الإسلامية المتعددة والخروج برؤية شاملة تعبر عن الإسلام الصحيح ، ثم مع الأطر الفكرية الأخرى لاستبعاد ما يمكن أن يصادفنا من أخطاء بأي إطار فكري أو أكثر ، وبذلك نصل إلى توجه عام واحد أكثر صحة ، نحن نحتاج إلى ثورة فكرية ، فواجبنا السماح بعرض الأفكار وخاصة إذا ما كانت من أطر فكرية متباينة حتى نصل إلى إطار أكثر رحابة من الأطر الأقل ضيقا ، فكلما اتسع الإطار العام باحتوائه على أطر فكرية أخرى ليدخل بها في إطار أكثر اتساعا كلما كان للمجتمع توجه عام واحد أكثر تركيزا وتفعيلا .
-
ومن الجدير بالذكر الإشارة إلى تجربة معاشة كمساهمة بهذا الصدد تمت من خلال اكتشاف علمي قابل للتطبيق التكنولوجي من القرآن الكريم صمد أمام كل عمليات النقد والتكذيب التي وجهت إليه على مدى ثلاثين عاما بصور متعددة حتى وصلت في نهاية المطاف إلى التهرب من المواجهة من قبل مؤسسات إسلامية كبيرة وعريقة ، وهذه الدراسة منشورة على الرابط http://resaletnour.8m.com/ وقد تم التوصل من خلال هذا الاكتشاف إلى منهج يمكن من خلاله توحيد الأمة الإسلامية فكريا وبالتالي عمليا ، كما تبين من خلال ذلك أيضا السبب الذي لولاه ما أنزل القرآن الكريم ، والذي كان يتم التعتيم عليه كليا وما زال والذي يحدد الرسالة المنوطة بنا أمام العالم ، وهذه الدراسة تم نشرها بمجلة الديمقراطية العدد 6 باب ردود وتعليقات ، كما تبع ذلك بيان عيوب وسلبيات المناهج الإسلامية القائمة من خلال دراسة بعنوان " الإسلام وفوضي المفاهيم " منشورة بالعدد 7 بنفس المجلة ونفس الباب ، هذا بخلاف ما لم ينشر تحت عنوان " الدين والديمقراطية والتحديث " ، " الإسلام ملف محوري " والذي يوضح خطأ العديد من المفاهيم الشائعة ، والتي أربكتنا على مدى تاريخنا الإسلامي كله .
وهذه الدراسة تهدف إلى بيان كيفية مسايرتنا لركب الحضارة الإنسانية ، ومدى ملائمة قيم الليبرالية والديمقراطية مع قيمنا الدينية .
والعجيب أن ما سبق جميعه لم يحرك ساكنا عند أي أحد من النخب أو القائمين علينا على الرغم من مطارداتي لهم .
وما أشرت إليه ما هو إلا تتابع منطقي لاكتشاف ، والنتيجة التكنولوجية تقول بأن فكرة الاكتشاف واعدة ، ولا يتبقى سوى المناقشة في مناخ يتسم بالحرية الفكرية ، عن طريق محاولات النقد والتكذيب واستبعاد الخطأ ، واستكمالا بإضافات لنصل سويا إلى أكثر الأفكار قربا من " الحق / الصدق " سواء كانت رؤيتي هذه أو غيرها إن وجدت .
ويضع كل منا في الاعتبار أن فكرته خاطئة تحتمل الصواب ، وفكرة غيره صواب تحتمل الخطأ ، لنتحاور جميعا حتى نقترب من الحقيقة في توجه عام قبل أن نبدأ في التنفيذ .
وأود أن أنوه على أنني لا أتحدث عن الجانب الإيماني ، والدراسة جميعها تترك هذا الجانب الغيبي لأنه جانب شخصي بحت أهم سماته الإيمان بالغيب هذا من جانب ، ومن جانب آخر فهو مجال لا يخضع لعمليات النقد والتكذيب .
وعليه فإذا ما افترضنا أن القرآن الكريم كتاب مجهول المصدر والهوية ، أو إذا ما اختزلناه إلى إطار فكري ، وأخضعناه إلى عمليات النقد والتكذيب لوجدناه هو الإطار المطلق الذي يهيمن على كل الأطر التي عرفناها .
ونعتمد في هذا على ما ثبت لدينا بأنه إطار شامل ولاعتقادي في أنه من عند الله جل جلاله .
فإذا ما تعاملنا معه من هذا المنطلق فسوف نجد فيه المبادرة لتصحيح ما نختلف حوله دون خيارات عديدة يتم اللجوء إليها ، وباستمرار عمليات إخضاعه للنقد والتكذيب قد نصل إلى حقيقة الاطمئنان إليه والتسليم بما جاء بهذا الكتاب حتى في الجوانب الغيبية .
وعليه نكون قد وضعنا المقومات الأساسية لقهر عجزنا ، من خلال قيمنا نحن الأساسية مضافا إليها ما هو صحيح من علوم ومعارف إنسانية أخرى ، وليس بقيم مستوردة من الخارج غالبا ما تلفظ من خلال المقاومة الداخلية التي تعلم أنها دخيلة عليها فلا تقبلها .
يجب أن نفتح بين دفتي القرآن الكريم ليتعايش معه الناس وليس لقراءته فقط والتي لا يرى فيها بعض المتدينين سوى جرس موسيقي ( سيمفونية تتعامل مع الوجدان مباشرة ) وليس كألفاظ تحمل معنى ، لذا تركناه مغلقا وتعاملنا مع أفكار بالية عفي عليها الزمن إلا قليلا بديلا عن التعامل معه (
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ) .
قد أكون على صواب لو وضعت في اعتباري أن ما قدمته يعبر عن الإرهاص الذي بشر به الأمين العام للأمم المتحدة من رؤية راديكالية جدا تنشأ عنها ثورة فكرية مستمرة مرجعها القرآن الكريم ، قادرة على تخطي العوائق القائمة أمام التحول السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، ولم يتبقى سوى مناقشتها والإعلان عن امتلاكنا إياها بعد إقرارها ، ثم نقوم بتنفيذها .
وهذا ليس بالعسير علينا إنشاء الله .
فلنبدأ من أي مكان وسوف تمتد بالعدوى لتشمل العالم كله طالما كانت صحيحة فتستمر .
وإن كان لدى أحدكم رؤية أخرى توصلنا إلى تصحيح مسارنا أو لما هو أصلح لنا ، فليبادر بها لنضعها تحت المنظور النقدي .
كتبت هذه الدراسة في صيف 2003
احمد شعبان محمد


0020108144689

السبت، 12 ديسمبر 2009

وقفه ناجحه لكفايه وتصريحات مؤسفه لمنسقها


شارك مركز عرب بلاحدود بخمسين من اعضائه في وقفة حركة كفايه ضد التوريث أمام مكتب النائب العام معظمهم من الاعضاء المؤسسين لحركة كفايه ومن اللذين تم اعتقالهم عدة مرات علي خلفية فاعليات الحركه المصريه من أجل التغيير (كفايه) وقد شاركنا في الدعوات للوقفه الاحتجاجيه امام مكتب النائب العام ضد التوريث والتمديد ود كانت الوقفه ناجحه الي حد ما الي ان منسق حركة كفايه ختم الوقفه بتصريحات مؤسفه لاتعبر عن رؤية غالبية شعب حركة كفايه وقال الدكتور عبد الحليم قنديل المناضل الذي لايمكن التشكيك في وطنيته وغيرته علي مصر وحبه لها انه يرفض المشاركه في الانتخابات التشريعيه والرئاسيه القادمه في مصر وانه يطالب كل القوي الوطنيه والاحزاب بمقاطعة هذه الانتخابات جاء هذ الخطاب من منسق حركة كفايه في خطاب علني عبر مكبرات الصوت في جموع المحتجين وامام كل وسائل الاعلام المرئي والمسموع وقال قنديل انه يدعو الي تشكيل جمعيه عموميه من خمسمائة شخصيه مصريه من اجل انتخاب رئيس لمصر والبدء في جمع ملايين التوكيلات من الشعب المصري لتاييده لإجبار رئيس النظام الحالي علي التنحي إنته خطاب قنديل الذي يعتبر راي حركة كفايه قياده وجماهير في ألية التغيير ونحن نؤكد علي أن أفكار قنديل لايمكن أن تعبر عن كل ألوان الطيف التي تتكون منها الحركه المصريه من أجل التغيير وأن رؤية الدكتور عبد الحليم قنديل لايمكن ان تحقق التغيير لان تلك الافكار لاتتم إلافي ظل فراغ السلطه وتلي قيام الثورات وعدم وجود نظام حاكم في بلدما . وأن تلك الافكارسوف تبقي الوضع كما هو عليه وسوف تؤدي إلي تقطيع وتفكيك وحدة المعارضه المصريه وسوف تزيد من الشقاق وعدم الثقه فيها من قبل الشعب المصري وسوف تقوض مجهود كل سنوات الكفاح من اجل الديمقراطيه وسوف تقلل من فرص التغيير السلمي وسوف يزيد من فر ص التوتر .إننا نطالب أولابفصل راي منسق حركة كفايه الشخصي عن خطابه بصفته منسق الحركه المصريه من أجل التغيير كما نطالب الحركه قياده ونشطاء بدعم وتكوين قائمه وطنيه لمرشحين من أجل التغيير يشاركون في ألانتخابات البرلمانيه القادمه والنظر إلي الواقع السياسي المصري نظره واقعيه ومدروسه وممارسة الضغوط من أجل المنع الكامل لتزوير الانتخابات بكافة الوسائل والاستعداد بعدها لتاسيس دستور يحول مصر إلي جمهوريه برلمانيه تكون السلطه كامله في يد الشعب من اجل إختيار من يدير شئونه والقضاء علي إسطورة الحاكم الاوحد الملهم التي ذاقت جماهير مصر ويلات تصرفاته الاحديه التي لاولم تؤدي الي مايريده الشعب ولا تحقق طموحاته في الحريه والديمقراطيه والتنميه اننا نكن كل احترام لكل من يشارك في صنع حراك سياسي واجتماعي في مصرنا الحبيبه ونشيد بتصريحات الدكتور البرادعي الاخيره التي تؤكد علي أنه لم يرشح نفسه للرئاسه إلامستقلا وانه يطالب بتمهيد دستوري ونحن نشاركه هذا الراي حتي يتثني لكل مواطن مصري القدره علي ترشيح نفسه وان الشروط التعجيزيه للترشيح لهذا المنصب هو إنتهاك خطير لحقوق المواطنين المصريين إننا نتطلع الي أن ننعم جميعا في مصرنا الحبيبه بحريه ومواطنه وحقوق كامله بعد زوال أثار سنوات طويله من الانتهاكات والاضطهادات السياسيه من قبل من سيطروا علي السلطه

السبت، 28 نوفمبر 2009

مساحة التغيير الذي نريده


التغيير هو سنة الحياة ودوام الحال من المحال ولقد اتسعت دائرة النداءات والمطالبة بالتغيير بعد الوضع المتردي الذي وصلت إليه مصر وشعبها علي يد نظام غير ديمقراطي أدار عملية تزييف وتزوير إرادة الشعب المصري وحياته السياسية والاجتماعية علي مدار سنوات طويلة دون رغبة في التغيير من تلقاء نفسه.كل المصريين يتفقون علي الحاجة إلي التغيير واستحالة بقاء هذا الوضع لكنهم يختلفون في مساحة التغيير المنشود كلن علي حسب طبيعته الفكرية والأيديولوجية، ولقد حددنا في مركز عرب بلا حدود منذ سنوات أن رؤيتنا في التغيير هي رؤية تنطلق من ثوابتنا القومية والدينية والمساحة التي يتقبلها المجتمع الحالي دون تغيير في تركيبته الفكرية أو العقائدية ودون إجباره علي قبول تنازل مقابل تحقيق مكسب لقد أطلقنا من مركز عرب بلا حدود تسعين حمله تتسم كلها بسمة التغيير اعترض عليها محافظون وقوميون في البداية لكنهم اتفقوا علي الحاجة إليها وعملوا معنا علي إنجاحها مثال الحملة الوطنية من اجل مطالبة الأمم المتحدة بمراقبة الانتخابات في مصر، فعندما أعلنا عنها قبل ستة شهور قال لي البعض كيف تكون من القوميين العرب وتطلق مثل هذه الحملة التي تعد نوعا من أنواع التدخل الدولي في شئون وطنك وكنا نرد عليهم بان الوضع الراهن في مصر لا يمكن تحقيق مكاسب ديمقراطيه في وجوده إلا بإجباره ومنعه من التمادي في العناد والمماطلة وانه يخشى الخارج أكثر من احترامه لشعبه .أما اليوم فقد أتصل بي عشرات من القوميين العرب والناصريين والإسلاميين واليسار وأثنوا علي حملتنا وأكدوا أن الحملة يجب أن تستمر وتتسع حتى تتحقق الرقابة الأممية علي الانتخابات الرئاسية في مصر ولكن كان ردنا عليهم أن الانتخابات التشريعية القادمة لا تقل أهميه عن الانتخابات الرئاسية وأن التغيير الكامل مرهون بالانتخابات التشريعية أكثر من الانتخابات الرئاسية وأن الدستور المصري الذي نريده لا يمكن أن يوضع إلا بمجلس شعب حقيقي وممثل لكل فئات الشعب بلا تزييف أو تزوير حتى يقر من خلاله دستور لا يختلف عليه المصريين في المستقبل القريب أو البعيد لذا فنحن نطالب برقابه كاملة علي كل الانتخابات في مصر كما نري أن مصر في حاجه إلي نظام حكم جمهوري برلماني يحول الدولة إلي دولة مؤسسات حقيقية وينهي أسطورة الحاكم الملهم صاحب الرأي والحل والعقد. لقد فشلت كل التجارب التي أطلقت سلطة الحاكم الأوحد وتخلفت تلك البلاد التي عانت من هذه النوعية من الحكم ونحن في هذا العصر وبعد سنوات طويلة من القهر وقمة الإذلال والإقصاء والغدر السياسي لا يمكن أن نقبل إلا بتغيير كامل شامل يضع السلطة كاملة في يد الشعب ويحول الحاكم إلي خادم للشعب يدير شئون البلاد وفق ما تأتي به الإرادة الشعبية.مركز عرب بلا حدود