الثلاثاء، 1 يونيو 2010

انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشوري بلاضمانات نزاهه





توجه اليوم الثلاثاء الناخبون للإدلاء بأصواتهم في انتخابات التجديد النصفي لعضوية مجلس الشورى (الغرفة الثانية في البرلمان المصري)، وسط ترقُّب كبير لأجواء العملية الانتخابية وما قد تشهده من تجاوزات تعدّ مؤشرًا لما ستجرى عليه الانتخابات البرلمانية أواخر العام الجاري. وقد سجل رفض اللجنه العليا للانتخابات منح مراقبي المجتمع المدني تصريحات لمراقبة
انتخابات الشورى التي يتنافس فيها 446 مرشحًا على 74 مقعدًا في 55 دائرة انتخابية على مستوى الجمهورية، وسط منافسة بين 115 مرشحًا يمثلون 13 حزبًا سياسيًا على رأسهم الحزب الحاكم الذي حسم 13 مقعدًا بالتزكية قبل بدء الانتخابات نظرًا لغياب منافسيه ، إضافة إلى 331 مستقلاً من أبرزهم مرشحو جماعة الإخوان المسلمين البالغ عددهم 15 مرشحًا.
وتبدي دوائر حكومية مصرية قلقها من إحجام الناخبين عن المشاركة وسط ما يتردد عن حسم نتيجة الانتخابات سلفًا في ظل غياب الإشراف القضائي الكامل على العملية الانتخابية بعد تعديل المادة 88 من الدستور، حيث سيقتصر الإشراف القضائي في تلك الانتخابات على اللجان العامة، وهو الأمر الذي دفع اللجنة العليا للانتخابات إلى التهديد بتوقيع غرامة مالية تصل إلى مائة جنيه على من يتخلف عن الإدلاء بصوته دون عذر .
ويتصدر الحزب الحاكم في مصر مشهد المنافسة في المعترك الانتخابي إذ ينافس بـ 76 مرشحًا، في مقابل مشاركة محدودة لبقية الأحزاب يبرز منها حزب الوفد 10 مرشحين، والتجمع 9 مرشحين، والأحرار 3 مرشحين، والجيل الديمقراطي 3 مرشحين، والجمهوري الحر اثنين، واثنين للغد، ومثلهما للحزب العربي الناصري، والحزب الدستوري، ومرشح واحد لكل من أحزاب العمل، ومصر، والسلام، كما تشارك 11 امرأة في محافظات كفر الشيخ والمنيا وقنا والفيوم والدقهلية وحلوان والقاهرة والشرقية والبحيرة، منهن واحدة للحزب الوطني وأخرى للتجمع وثالثة عن حزب الأحرار و8 مستقلات.
وتضفي مشاركة الإخوان بـ 15 مرشحًا بعضًا من أجواء الإثارة والسخونة، فضلًا عن تنسيق الجماعة- بحسب تأكيدات مرشدها محمد بديع- مع أحزاب التجمع والوفد والغد والعمل، مشيرًا في مؤتمر صحفي عقده مؤخرًا بهذا الشأن إلى أنّ هناك 6 مرشحين بينهم مسيحي تدعمهم الجماعة وهم نبيل رمزي مستقل من محافظة أسيوط، وعبد المنعم التونسي حزب الغد محافظة أسيوط، ودكتور رضا أبو السعود مرشح حزب الوفد في منية النصر في الدقهلية، وصلاح عبد المتعال مرشح حزب العمل ببني سويف، وصلاح مصباح أمين حزب التجمع في دمياط، وعبد الرشيد هلال مرشح حزب التجمع بمحافظة 6 أكتوبر .
وتقول الجماعة التي تمسكت بخوض الانتخابات بشعارها المعروف "الإسلام هو الحل": إن النظام الحاكم ارتكب تجاوزات وانتهاكات فاضحة في حق مرشحي الجماعة ومؤيديهم في انتخابات مجلس الشورى، فقد أصيب 30 شخصًا في اشتباكات وقعت منذ يومين بين عناصر الشرطة ومئات من أنصار مرشح الإخوان في مدينة أبو حمص التابعة لمحافظة البحيرة- شمال العاصمة-، استخدمت فيها الشرطة الهراوات والقنابل المسيلة للدموع، لكن مصادر أمنية قالت: إن أنصار مرشح الإخوان بادروا بالهجوم، وإن نحو سبعة جنود أصيبوا، وأوضحت أن "الشرطة بدأت بتحذير مرشح الإخوان من الاستمرار في مسيرته، لكنه رفض".
وقال موقع الجماعة الرسمي على الإنترنت: إن أجهزة الأمن بمحافظة حلوان اختطفت 50 شخصًا من أنصار النائب علي فتح الباب مرشح الإخوان بمحافظة حلوان، كانوا في مسيرة انتخابية بالسيارات في مدينة الصف؛ فضلاً عن مصادرة 3 سيارات وأجهزة الصوت ولافتات الدعاية.
وشهدت دوائر أخرى أجواءً ساخنة قبل بدء العملية الانتخابية حيث وقعت مشادات عنيفة، مساء أمس الأول، بين أنصار مرشحي حزب التجمع والحزب الوطني بمحافظة 6 أكتوبر، أدّت إلى طعن أحد أنصار مرشح التجمع عبد الرشيد هلال، وردت عائلة المجني عليه بإحراق منزل مرشح الحزب الوطني عصام الخولي.
وتعدّ انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى بروفة حقيقية لما قد تشهده انتخابات مجلس الشعب القادمة، وفي هذا الصدد رصد مراقبينا في تقريرهم حول الدعاية الانتخابية لمرشحي انتخابات الشورى، استمرار تمزيق الدعاية الانتخابية في بعض دوائر كفر الزيات والسويس وبني سويف، بسبب المنافسة الحادة بين مرشحي الحزب الوطني وجماعة الإخوان، وقيام أنصار مرشحي الوطني والأجهزة الأمنية بإزالة اللافتات من على المباني الحكومية لغير مرشحي الحزب الوطني.
ورصدت المراقبين في تقريرهم توزيع عدد من المرشحين بالدقهلية والفيوم وبني سويف والغربية، لهدايا ورشى انتخابية خلال مرورهم على المنازل تنوعت بين ملابس ومستلزمات منزلية ومبالغ مالية وكروت شحن للشباب وملابس رياضية، وأفاد التقرير أن مرشحي الحزب الوطني وجماعة الإخوان المسلمين استخدموا الشعارات الدينية بكثافة، بالإضافة إلى استغلالهم دور العبادة في الدعاية الانتخابية.

ليست هناك تعليقات: