السبت، 28 نوفمبر 2009

مساحة التغيير الذي نريده


التغيير هو سنة الحياة ودوام الحال من المحال ولقد اتسعت دائرة النداءات والمطالبة بالتغيير بعد الوضع المتردي الذي وصلت إليه مصر وشعبها علي يد نظام غير ديمقراطي أدار عملية تزييف وتزوير إرادة الشعب المصري وحياته السياسية والاجتماعية علي مدار سنوات طويلة دون رغبة في التغيير من تلقاء نفسه.كل المصريين يتفقون علي الحاجة إلي التغيير واستحالة بقاء هذا الوضع لكنهم يختلفون في مساحة التغيير المنشود كلن علي حسب طبيعته الفكرية والأيديولوجية، ولقد حددنا في مركز عرب بلا حدود منذ سنوات أن رؤيتنا في التغيير هي رؤية تنطلق من ثوابتنا القومية والدينية والمساحة التي يتقبلها المجتمع الحالي دون تغيير في تركيبته الفكرية أو العقائدية ودون إجباره علي قبول تنازل مقابل تحقيق مكسب لقد أطلقنا من مركز عرب بلا حدود تسعين حمله تتسم كلها بسمة التغيير اعترض عليها محافظون وقوميون في البداية لكنهم اتفقوا علي الحاجة إليها وعملوا معنا علي إنجاحها مثال الحملة الوطنية من اجل مطالبة الأمم المتحدة بمراقبة الانتخابات في مصر، فعندما أعلنا عنها قبل ستة شهور قال لي البعض كيف تكون من القوميين العرب وتطلق مثل هذه الحملة التي تعد نوعا من أنواع التدخل الدولي في شئون وطنك وكنا نرد عليهم بان الوضع الراهن في مصر لا يمكن تحقيق مكاسب ديمقراطيه في وجوده إلا بإجباره ومنعه من التمادي في العناد والمماطلة وانه يخشى الخارج أكثر من احترامه لشعبه .أما اليوم فقد أتصل بي عشرات من القوميين العرب والناصريين والإسلاميين واليسار وأثنوا علي حملتنا وأكدوا أن الحملة يجب أن تستمر وتتسع حتى تتحقق الرقابة الأممية علي الانتخابات الرئاسية في مصر ولكن كان ردنا عليهم أن الانتخابات التشريعية القادمة لا تقل أهميه عن الانتخابات الرئاسية وأن التغيير الكامل مرهون بالانتخابات التشريعية أكثر من الانتخابات الرئاسية وأن الدستور المصري الذي نريده لا يمكن أن يوضع إلا بمجلس شعب حقيقي وممثل لكل فئات الشعب بلا تزييف أو تزوير حتى يقر من خلاله دستور لا يختلف عليه المصريين في المستقبل القريب أو البعيد لذا فنحن نطالب برقابه كاملة علي كل الانتخابات في مصر كما نري أن مصر في حاجه إلي نظام حكم جمهوري برلماني يحول الدولة إلي دولة مؤسسات حقيقية وينهي أسطورة الحاكم الملهم صاحب الرأي والحل والعقد. لقد فشلت كل التجارب التي أطلقت سلطة الحاكم الأوحد وتخلفت تلك البلاد التي عانت من هذه النوعية من الحكم ونحن في هذا العصر وبعد سنوات طويلة من القهر وقمة الإذلال والإقصاء والغدر السياسي لا يمكن أن نقبل إلا بتغيير كامل شامل يضع السلطة كاملة في يد الشعب ويحول الحاكم إلي خادم للشعب يدير شئون البلاد وفق ما تأتي به الإرادة الشعبية.مركز عرب بلا حدود

ليست هناك تعليقات: